عناصر اصيلة في منطقتنا. ومن هنا تنبعث الدعوة التي اثق بأنها تنال عنايتكم، وهي توجيه اهتمام مؤسساتنا القومية الى دراسة مجتمع المستقبل العربي، بمقوماته الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية والسياسية والامنية. وهي مهمة واسعة الجنبات، متعددة المجالات، ثرية في مفاهيمها وأهدافها وروحها الحضارية، وتستأهل أن نخصص لها الجهود المكثفة والدراسات الجادة، حتى تأتي خططنا وبرامج عملنا المشترك على قدر الامال التي نعقدها على مستقبل مزدهر، مشرق بالنماء والتقدم والتضامن.

          واذ نتطلع الى مجتمع المستقبل العربي وواجبنا نحو الاعداد له، لا أجد سبيلا الى هذا الامل المنشود الا بتحقيق المصالحة القومية العربية القائمة على مبدأ المصارحة والحوار، ومنها ستنطلق الاجهزة القومية الى التخطيط لمجتمع السلام والامن والاستقرار العربي، والى ترسيخ منزلة الامة في اطار النظام الدولي الجديد، وتعزيز رسالتها الحضارية الانسانية.

<18>