السيد الرئيس

         لا ريب أن التطورات العالمية المتلاحقة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، تنعكس بصورة مباشرة على مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها من الناحية الجغرافية والسياسية من أكثر المناطق تأثرا وتأثيرا بالنظام العالمي، وإذا كانت عملية إقامة السلام الشامل المبني على العدل في منطقتنا تتصدر كافة اهتماماتنا وتلقى كل الدعم والتأييد من حكوماتنا، فإن ذلك بهدف العمل على خلق المناخ المواتي لشعوب المنطقة للعيش في سلام، والتوجه بطاقاتها نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، وتحقيق الاستقرار، وكذلك التسوية النهائية القائمة على تطبيق قرارات الشرعية الدولية الصادرة في هذا الشأن، وفي المقدمة منها انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حق تقرير المصير وحماية أراضيه وممتلكاته ومقدساته، وإذا كان البعض يرى في تولى حزب العمل الحكم في إسرائيل بارقة أمل تساعد على دفع مسيرة السلام في منطقة الشرق الأوسط، فإننا نأمل أن تتجاوب الحكومة الإسرائيلية بشكل واضح وكلى مع ما اتخذته الأمم المتحدة من قرارات وخاصة قرارى مجلس الأمن رقمى 242 و 338، ولقد أصبح من الضرورى على الأمم المتحدة متابعة ما يجرى على ساحة التفاوض واتخاذ القرارات المناسبة لمساعدة الفرقاء لدفع عملية السلام، وبذا تضطلع الأمم المتحدة بمسئولياتها تجاه قضية العرب الأولى .. القضية الفلسطينية، وتجاه السلام في منطقة الشرق الأوسط.

<2>