أولا: نشاط الأمانة العامة:

أ - الوضع العربي العام

          تابعت الأمانة العامة تطورات الوضع العربي العام، خلال الفترة ما بين دورتي مجلس الجامعة (104 و 105)، وواصلت مهامها في متابعة تنفيذ قرارات المجلس، والمبادرة إلى التحرك في مختلف الميادين كلما كان ذلك ممكنا، من أجل توجيه الاهتمام إلى كل ما يتصل بقضايا التنمية أو يمس الأمن العربي.

          وشكلت قضية المصالحة العربية ورأب الصدع في العلاقات العربية محور اهتمام الأمانة العامة باعتبار ذلك مطلبا ملحا، ولأن التأخير في إنجاز المصالحة هو ضياع لفرص تنشيط العمل الجماعي، وتشتيت للجهود، وعائق لتحرك الجامعة العربية ذاتها، خاصة في هذا الوقت الذي تتدافع فيه المشروعات والتصورات لإعادة ترتيب المنطقة، وما يتطلبه ذلك من موقف عربي موحد، ورؤية مشتركة للتعامل بوعي وإدراك مع هذه الأطروحات والمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية حفاظا على الهوية القومية وعلى مصالح جميع الدول العربية.

          ومن هذا المنطلق عبر الأمين العام خلال جولاته في الدول العربية وفى لقاءاته مع قادتها ومسئوليها عن حرص الأمانة العامة على العمل من أجل تجاوز الآثار السلبية التي خلفتها الأزمات العربية المتعاقبة، والدعوة إلى تسوية المشاكل العالقة الناتجة عن أزمة الخليج وصولا إلى بناء علاقات عربية ترتكز على أسس من الثقة والوضوح، وبعث التضامن العربي من منظور الحرص على المصلحة الوطنية لكل دولة في إطار التزاماتها القومية الشاملة.

          كما تبنت الأمانة العامة عددا من التوجهات طرحها الأمين العام في المؤتمرات التي حضرها كمؤتمري عمان وبرشلونة، وكذلك خلال اللقاءات الثنائية مع الأطراف الأجنبية، وفى العديد من المحاضرات والندوات، وقد تركزت هذه التوجهات المستمدة أساسا من قرارات مجلس الجامعة على المواقف العربية تجاه مسيرة السلام والتعاون الإقليمي والعلاقات الدولية.

<27>