إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال، 1 مايو 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 104 - 113"

شمتوا فينا، لا وقفوا جنبنا وادونا السلاح، ووقفوا وسابونا لغاية ما وقفنا أول خط  دفاعى فى 23 نوفمبر سنة 67 وبعدين ابتدوا كتبوا معانا العقود ويتفقوا معانا على الثمن والأقساط والتسديد.

         ده فى الأيام الحالكة السودة. مش بس كده. فى المجتمع الدولى، قدام الأمم المتحدة، فى مجلس الأمن، فى الجمعية العامة، واقفين بشرف. واقفين بأمانة. واقفين كقوة كبرى، عايزه السلام، الاتحاد السوفيتي عايز السلام.

غارات العمق

         فى المجتمع الدولى سياسيا زى ما قلت لكم فى مجلس الأمن، فى الأمم المتحدة، فى كل المناقشات الدولية، واقف معانا، وواقف معانا بشرف وأمانة، لما جت غارات العمق سنة 70 وحكيت لكم لوتذكروا ومريت عليهم ومريت عليكم وقلت لكم إن الستة أشهر الأولى من سنة 70 خطة أمريكا واسرائيل عايزين يخلصوا علينا بالطيران، لوتذكروا فى الاجتماعات اللى عملناها من أسوان لاسكندرية، وتمت ومشيت فعلا لما ابتدوا العمق ضربوا الخط الأول، وبعدين دخلوا على العمق عندنا وسافر "الله يرحمه" جمال فى يناير سنة 70 إلى الاتحاد السوفيتى أرسل صواريخ سام 3 اللى هى أحدث أنواع صواريخ للدفاع الجوى ما ترددش أبدا أن يبعت الاتحاد السوفيتى هذه الصواريخ للدفاع عن عمق  الجمهورية، وان يقف فى جانبنا وان يعلن صراحة، أنه يقف بجانبنا، فى موت الرئيس جمال عبد الناصر، أنا ضربت مثل فى طنطا، وقفوا جنبنا وحولنا، ما استغلوش الفرصة زى الطرف الآخر للضغط علينا وقتها علشان نسلم وعلشان تفرض إسرائيل شروطها.. لا.. جم فى ميتم جمال، وكان فيه صفقات مطلوب إنها حتيجى متأخرة، لدقة الظرف ومجاملة منهم، وأنا وصفتها لأنى فلاح، انهم جابوا الصينية معاهم، واحنا فلاحين، لما بنعزى بعض يقوم كل واحد فينا ياخد الصينية ويروح لبيت الميت علشان يجامله، لأن أهل الميت مطبخش يبقى حالته تعبانه، يقوموا أهل البلد كل واحد ياخد صنيته ويروح، جه الاتحاد السوفيتي وجاب صنيته وياه فى ميتم جمال، صفقات كانت مفروض متأخرة جابها وجه، ده عسكريا وسياسيا واقتصاديا، يكفى أذكر لكم شيء واحد، فى الشهر الماضي الدكتور عزيز صدقى وقع اتفاقية بـ 460 مليون دولار مع الاتحاد السوفيتى، تنفذ على خمس سنوات، فى هذه السنوات الخمس، سيتغير وجه الصناعة فى مصر كاملا، وستوجد مئات الآلاف من الفرص لعمالنا وللتكنولوجيا المصرية وللتقدم المصرى فى كل اتجاه، سياسيا واقفين ويانا، عسكريا واقفين ويانا، اقتصاديا واقفين ويانا، زى ما قلت لكم أنا محتاج ليوم عشان الشرح بالتفصيل إذا كان لى أن أشرح، أو إذا كان لكم إنكم تطلبوا منى إنى أضع كل شيء بالتفصيل، دى محتاجه ليوم وزيادة، ولا زال الاتحاد السوفيتى عند موقفه الشريف. بلا قيد ولا شرط، بيروحوا بره، وبيقولوا الوجود السوفيتى، والسوفييت عايزين يحتلوا البلد، والسوفييت نهبوا اقتصاد البلد، والسوفييت.. كلام فارغ بلاقيد ولاشرط إحنا طول عمرنا اتعلمنا من يوم ما قامت ثورتنا ومن يوم ما حررنا إن احنا إرادتنا مش للبيع أبدا.. ولن نبيع إرادتنا أبدا..

         الاتحاد السوفيتى صديق، وبيقدم مساعدته للصديق بلا قيد ولا شرط، دى مواقف الأربعة الكبار.. وده جنب من جوانب المعركة زى ما قلت لكم، فيه الجانب العسكرى وفيه الجانب السياسي اللى اتكلمت فيه عن الجانب الخارجى ومواقف الأربعة الكبار. بيجى جانب خطير جداً، وهو الجانب العربى.

         الجانب العربى فى تقديرى جانب من أخطر وأهم الجوانب لنداء المعركة اليوم، اللى احنا اتفقنا كلنا، إن ما فى نداء أقدس من ندائها النهارده.

الاتحاد الثلاثى

         طبعا حضراتكم تعرفوا اننى تلقيت تكليف من المؤسسات الدستورية والسياسية إن أنا أسير فى الاتحاد الثلاثى إلى المدى الذى يخدم معركة أمتنا ويحقق آمالها التى طالما كافح من أجلها عبد الناصر، لكن أنا عايز أحكى لكم قصة الاتحاد الثلاثى اللى تم.. قبل ما أحكيها أرجع برضه للفترة اللى مات فيها- الله يرحمه- جمال، وجه فى أكتوبر دفعه من الكلية الحربية الاسرائيلية بتتخرج، ووقف حاييم بارليف فى تخريج هذه الدفعة، واتنشر فى العالم كله، وانكتبت فى وكالات الأنباء، بيخاطب دفعة الضباط الاسرائيليين المتخرجين فى أكتوبر سنة 70 بعد موت الرئيس بأسابيع، وقف يقول لهم المستقبل بالنسبة لاسرائيل مشرق جداً وأبشروا. الجبهة الشرقية تفتتت وانتهت نهائياً.. العراق خرجت من المعركة.. الملك حسين صفى المقاومة الفلسطينية.. المقاومة أصبحت بلا فاعلية.. سورية منشغلة في أمورها الداخلية.. فانتهت الجبهة الشرقية، على الجبهة الغربية مات عبد الناصر، ولن تعود مصر أبداً إلى قوتها وإلى ماكانت عليه أيام عبد الناصر.. العرب تفتتت إرادتهم وستتفتت أكثر بموت عبد الناصر.. أبشروا يا ضباط اسرائيل الجداد اللى طالعين فى اكتوبرسنة 70 إن المستقبل زاهر، وإن المعركة لن تعد إلا مسألة وقت فقط، لكى تفرض اسرائيل أو تحصل إسرائيل على ما تريد، ده حصل فى أكتوبر 70 بعد وفاة عبد الناصر بأسابيع.

الجبهة الشرقية

         الصورة اللى قالها بارليف، فلنكن أمناء مع أنفسنا.. كانت صورة حقيقية فى ذلك الوقت فعلا، الجبهة الشرقية تفتتت ولا زالت مفتتة إلى الآن، ولما أقول الجبهة الشرقية أقصد الأردن والعراق والمقاومة الفلسطينية، لأن احنا سمينا سورية جبهة شمالية، فالجبهة الشرقية إلى هذه اللحظة مفتتة، لازم نقرر الحقيقة.. العراق انسحبت بالكامل، المقاومة الفلسطينية ضربت مرتين، المرة  الأولى فى سبتمبر أيام عبد الناصر والمؤتمر اللى عمله عبد الناصر.. والمرة الثانية إبتداء من اكتوبر بطريقة بطيئة ولكن على خطة، وهذا هو سبب خلافى مع الملك حسين أنا شخصيا، ليس بيننا وبين الملك حسين أى شيء، بل بالعكس، نحن نكن له موقفه في 5

<6>