إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) رد الرئيس أنور السادات على رسالة بعث بها إليه مناحم بيجن، رئيس حكومة إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ص 284 - 289"

المستوطنات قد جاء ذكرها في ميثاق كامب ديفيد، ودعني أغتنم الفرصة لتوضيح هذه النقطة بالذات، فأنتم تذكرون دون شك أننا تحدثنا في كامب ديفيد طويلاً عن ضرورة وضع حد لجميع صور النشاط الاستيطاني في الأراضي العربية المحتلة وسحب سكان المستوطنات وإعادة تسكينهم في بلدهم بدلاً من أرض الغير، وبالنظر إلى الموقف الذي اتخذتموه والاعتبارات التي أبديتموها فإن التعهدات التي قدمتموها فيما يتعلق بالمستوطنات لم تدرج في صلب إطار السلام، وإنما أخذت شكل تعهدين منكم للرئيس كارتر الذي أبلغنا بهما، وكان أولهما متعلقا بالمستوطنات في سيناء، أما الثاني فيدور حول المستوطنات في الضفة الغربية وغزة، وفي التعهد الأول، وعدتم بتقديم اقتراح للكنيست في ظرف أسبوعين للتصويت على سحب المستوطنين الإسرائيليين من سيناء، أما في التعهد الثاني، فقد وعدتم بوقف بناء مستوطنات جديدة أثناء سير المفاوضات، وكان المفهوم لجميع الأطراف أن "المفاوضات" المشار إليها في هذا التعهد هي مفاوضات الحكم الذاتي، وقد قمتم باحترام تعهدكم الأول (الخاص بمستوطنات سيناء) وهو ما أسهم إلى حد كبير في بدء تنفيذ مواثيق السلام. ولست بحاجة لأن اذكر مصير التعهد الثاني الذي قطعتموه على أنفسكم، فليس هذا هو الهدف من رسالتي، وإنما يكفي أن اقرر أن المفهوم كان ان مسألة المستوطنات القائمة في الضفة الغربية وغزة ستكون من بين المسائل التي تتناولها المفاوضات التي سيشترك فيها الفلسطينيون.

          ولا شك أنكم تدركون مدى رفض المجتمع الدولي لسياسة المستوطنات التي تتبعها حكومتكم، لأن رد الفعل المضاد لها ليس قاصراً على مجموعة دولية معينة، بل ان معظم أنصار إسرائيل التقليديين يشاركون غيرهم في انتقاد هذه السياسة بما فيهم الجاليات اليهودية في كل مكان، وربما كان مناسبا أن أكرر لكم - في هذا المقام - ما قلته عن المستوطنات في خطابي أمام نادي الصحافة الأميركي في العاشر من ابريل [نيسان] 1980.

          "ان سياسة بناء مستوطنات إسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة تشكل عقبة كؤود في طريق السلام، وهي سياسة غير قائمة على أساس سليم، فضلا عن أنها غير قانونية ولا شرعية، وهي تولد الكراهية والشقاق، وهي أسوأ صيغة للتعايش، بل انها في الواقع

<5>