إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس محمد أنور السادات، فى مجلس الشعب، 21 / 1 / 1978
المصدر: "مجموعة خطب وأحاديث الرئيس محمد أنور السادات، في الفترة من يناير إلى يونيه 1978، الهيئة العامة للاستعلامات، ص 77 - 103"

ارادت لمبادرة السلام المصرية أن تنجح. وأيضا بهدف ان تفتر هذه الحماسة البالغة التى ساندت بها شعوب العالم خطوات المبادرة وأيضا بمحاولة التشكيك فى أن مصر هى التى تحمل رسالة السلام وأن مصر هى التى أسقطت كل الحواجز النفسية من الشكوك والأحقاد وعدم الثقة المتبادلة من خلال القرار المصرى الشجاع الذى وصفه العالم بأنه ابرز أحداث التاريخ المعاصر. إذا بنا نسمع تصريحات اسرائيلية رسمية تقول: ان مفاوضات السلام تحتاج إلى خمس سنوات حتى تجد حلا لكل المشكلات المعقدة. وكأننا مفاجئون اليوم فقط بالخلافات التى تفصل بيننا أو كأن مشكلات الأزمة هى مشكلات طارئة لم يتعمق أطرافها إلى كل أبعادها ودقائقها على مدى ثلاثين عاما او يزيد. وإذا بنا نسمع ايضا من قادة اسرائيل في احاديث المفاوضات الرسمية وخارجها ان الطرفين فى حاجة الى ان تنمو العلاقات الطبيعية بينهما من الآن وقبل اقرار السلام وأن ذلك يساعد على نجاح المفاوضات أى انهم يطالبون بالوصول الى نتائج السلام مع استمرار احتلال الأرض وقبل ان نصل الى اتفاق السلام.  وإذا بنا نسمع أيضا من قادة إسرائيل كل ما يشكك فى المستقبل. نسمع منهم أيضا النصيحة التي ترتدى ثوب الصدق بأننا نتعجل النتائج ونفقد صبرنا.

حاجتنا إلى السلام اقل من حاجة اسرائيل اليه

          وكأن حاجتنا إلى السلام هى أقل من حاجة اسرائيل اليه او كأننا نتوسل إلى سلام بغير وعى وبأى ثمن ممن بأيديهم الأمر والنهى وتقرير مصير السلام. خلال ذلك كله ظهرت محاولات اعلامية ترمى الى غرض خبيث هو اظهار مبادرة السلام التى هزت العالم وكأنها مطلب مصر المقهورة بالأزمة الاقتصادية وكأن هذه المبادرة هي المخرج الوحيد لمصر من مشكلاتها الداخلية. وكأن اقتصاد اسرائيل لا يعانى بأكثر مما يعانى الاقتصاد المصرى.

          طبعا شاركهم فى هذا الاتجاه الاتحاد السوفيتى وعملاؤه ممن يسمون

<5>