إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي العربي

          نحن نعمل في ميدان واسع جداً، نعمل بالسياسية ونعمل بالحرب، وحينما قررنا أن نعمل بالسياسة وأن نعمل بالحرب كان هدفنا وكان تفكيرنا إننا لا نريد الحرب من أجل الحرب، ولكنا نريد تحرير الأراضي العربية المحتلة وإننا حينما نعمل العمل السياسي ننتظر أن ينجح العمل السياسي. ولكن حينما يتعرض العمل السياسي إلى الفشل، فليس أمامنا إلا العمل العسكري.

          من أول يوم من سنة 1967، قبلنا قرار مجلس الأمن، وما كانش عندنا قوات مسلحة في نفس الوقت الذي كنا نعلن فيه دائماً قبولنا لقرار مجلس الأمن، وإننا نريد أن نعمل من أجل السلام. كنا نبني قواتنا المسلحة لأننا كنا نشعر إنه لا يمكن أن يكون هناك سلام إلا إذا شعر العدو ومن هم وراؤه إننا وصلنا إلى درجة من القوة تمكننا من تحرير الأرض.

          حركتنا نحو هدفنا ليست مقيدة وهدفنا واضح أمامنا، ليس لنا الحق في أن نفرط في أي قطعة من أرضنا. الحقيقة ونحن نعلن موقفنا على هذه المبادرة الأمريكية التي نقول عنها إنها ليست جديدة، بل كل ما فيها كان موجود في مجلس الأمن سنة 1967. سنبني في نفس الوقت قواتنا المسلحة. إحنا النهاردة عندنا 650 ألف جندي تحت السلاح. في ديسمبر وأنا بأقول هذا الكلام، وهذا الكلام مش أسرار، ولازم العدو يعرف ومن هم وراء العدو يعرفوا إن إحنا حا نجند إنشاء الله حانجند الرجالة والنساء والأطفال حتى ندافع عن بلدنا وحتى نحرر أراضينا المحتلة، وإن إحنا صمدنا في سنة 1967، ونصمم على تحرير أراضينا المحتلة. ميزانيتا كانت 160 مليون جنيه للقوات المسلحة سنة 1967. ميزانيتنا النهاردة 553 مليون جنيه.

          نحن نسير نحو هدفنا، وهو تحرير الأراضي المحتلة. حركتنا نحو تحرير هذا الهدف ليست حركة مقيدة، وإنما هي حركة مفتوحة تلزم نفسها بالمبادئ الأساسية لنضالنا.

أيها الأخوة
          أريد أن أقول لكم بكل أمانة وصراحة وبإحساس بالمسئولية التاريخية، إنه مهما كانت محاولاتنا في ميادين السياسة، فلابد أن لا تغيب أبداً عن أذهاننا كبرى الحقائق.

          هذا الكلام قلته في 23 نوفمبر سنة 1967 وبأقوله النهاردة في 23 يوليه سنة 1970. إننا نعمل في السياسة ويجب ألا تغيب عنا الحقيقة الأساسية، ويجب أن نعمل على تطبيقها. هذه الحقيقة هي أن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد بغير القوة.

          إننا نستطيع أن نتحرك في ميدان السياسة كما نشاء، وكما نرى وفق الأوضاع المتغيرة والمتحركة باستمرار، ولكن الكلمة الأخيرة في أي صراع وفي هذا الصراع بالذات، ومع العدو الذي نواجهه وبالتحديد إسرائيل. سوف يبقى دائماً للقوة. العدو لا يعرف غير لغة القوة، كل كلامه يستند إلى استعمال القوة. يجب أن نكون على استعداد للرد بالقوة على عدونا الذي لا يفهم إلا القوة. ويجب أن تكون قوتنا فوق قوته. ويجب أن

<29>