إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي العربي

          في 22 نوفمبر سنة 1967 عرض قرار مجلس الأمن، وكان مبادرة بريطانية، عرض هذا القرار على مجلس الأمن، وكانت هناك محاولات كثيرة أن نوافق عليه، وسألنا الولايات المتحدة أو ممثل الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الموقف جولدبرج هل إذا وافقنا على هذا القرار ستعمل أمريكا على تنفيذ القرار؟ أم ستبقى منحازة لإسرائيل وتعمل على تمييع القرار؟

          وكان الرد اللي بلغنا في نوفمبر سنة 1967 أن أمريكا ترجو أن نقبل القرار، وأن أمريكا بكل ما تملكه من قوة ستعمل على تنفيذ هذا القرار.

          وقبلنا قرار مجلس الأمن، وأنا أعلنت في 23 نوفمبر في مجلس الأمن قبولنا لقرار مجلس الأمن.

          ماذا حدث بعد ذلك من أمريكا؟ بعد كده كان التأييد السياسي الأمريكي لإسرائيل في الأمم المتحدة منحاز انحياز كامل لإسرائيل، وشجعت أمريكا إسرائيل في رفض قرار مجلس الأمن وفي رفض أي كلام عن الانسحاب، وشجعت أمريكا إسرائيل، وأيدت إسرائيل بأن أعطتها بعد قرار مجلس الأمن اللي صدر في نوفمبر 1967 ادتها في سنة 1969 الطائرات الفانتوم والسكاي هوك، وواضح أن تسليم هذه الطائرات لإسرائيل معناه إنه يجب على إسرائيل أن تكون قوية جوياً بحيث تبقى محتلة الأراضي العربية التي استولت عليها في سنة 1967.

          وبعدين تأييد إسرائيل أيضاً بأن أعطتها الدبابات والمدافع والأسلحة وبعدين تأييد إسرائيل اقتصادياً بأن أعطتها مئات الملايين من الدولارات سنوياً، إما قروض من بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي وإما قروض من البنوك الأمريكية، وإما إعانة من الحكومة الأمريكية، وإما حملة تبرعات من الشعب الأمريكي.

          الحقيقة في هذا الوقت ظهر لنا أن أمريكا منحازة انحيازاً كاملاً لإسرائيل، وليس علينا إلا أن نبني قوانا، ليس علينا إلا أن نسير في طريقنا بمساعدة أصدقائنا لنبني قوانا ولبني الجيش الهجومي.

          وعرض علينا بعد هذا في نوفمبر الماضي مشروع روجرز، اللي هو وزير الخارجية الأمريكي، ووجدناه إنه مشروع فيه نقط متشعبة ولكن مردناش على هذا المشروع.

          إننا نشعر الآن إن موقفنا الآن أقوى وإننا لا نتحرك من موقف الضعف وإنما نتحرك من موقف القوة.

          لقد كانت هناك عوامل كثيرة في صالح موقفنا القوي، أبرز عاملين في هذا الموقف. العامل الأول، تزايد مقدرة قواتنا المسلحة على الردع. العامل الثاني، تزايد الدعم السوفيتي السياسي والعسكري لنا نتيجة لتقدير الاتحاد السوفيتي السليم لعدالة نضالنا وأهمية هذا النضال بالنسبة لحركة التحرر الوطني في العالم.

أيها الأخوة

<26>