إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي العربي

         ثم قلت له إذا لم يكن ذلك في طاقة الولايات المتحدة الأمريكية، فنحن على استعداد لتصديقها مهما كانت آراؤنا. ولكننا في هذه الحالة نطلب طلباً واحداً هو بالتأكيد في طاقة أمريكا، وذلك الطلب هو أن تكف عن أي دعم جديد لإسرائيل بينما هي تحتل أراضينا. وقد وجهت هذا النداء إلى الرئيس ريتشارد نيكسون، وجهناه بإحساس كامل بالمسئولية فيما يمكن أن يترتب على تردي السياسة الأمريكية في المساندة غير المشروطة لإسرائيل، خصوصاً بأسلحة الحرب الحديثة وفي مقدمتها الطائرات والمعدات الإلكترونية.

         في 19 يونيه الماضي، تلقينا رداً من الولايات المتحدة الأمريكية، تلقى هذا الرد وزير الخارجية المصري من وزير الخارجية الأمريكي.

         وينبغي أن أقول أمامكم بكل أمانة إننا لم نجد في هذا الرد جديداً. سمى هذا الرد بمبادرة سلام. وهو في الحقيقة ليس إلا مجرد عملية إجراءات، لا نظن إنها سوف تصل إلى جديد بسبب موقف إسرائيل وحماقته. طبعاً هذا الموقف الذي تتصلف فيه إسرائيل وتعلن إنها ترفض قرار مجلس الأمن وتعلن إنها تريد أن تتوسع، مبني أساساً على المساعدات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تحصل عليها إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية.

         الولايات المتحدة الأمريكية قالت وأعلنت أن هذه المبادرة مبادرة سلام، والواضح إنها ليست بالشيء الجديد. قالوا إنها مشروع لحل الأزمة، ونحن نرى أن المبادرة الأمريكية قاصرة تماماً عن حل الأزمة طبعاً، إلا إذا كان هناك موقف أمريكي حازم بالنسبة لتزويد إسرائيل بالأسلحة الحديثة. طالما إسرائيل تحصل من أمريكا على الأسلحة الحديثة وعلى المعدات الإلكترونية، فلن يكون هناك سبيل ولو ضيق جداً إلى حل هذه الأزمة. الحقيقة استمرار أمريكا في سياستها اللي اتبعتها قبل 67 وبعد 67 يعرض فعلاً المنطقة التي نعيش فيها إلى مخاطر كثيرة.

         إن المبادرة الأمريكية التي وصلت إلينا. جواب من وزير خارجية أمريكا إلى وزير الخارجية المصري، بيقول في هذا الجواب الولايات المتحدة تتقدم بالمقترحات الآتية.

  1. أن توافق مصر وإسرائيل إلى العودة إلى وقف إطلاق النار لفترة محدودة ثلاثة شهور، هنا بيقولوا مصر وإسرائيل، مصر وإسرائيل بس على أساس إن مصر هي الدولة الوحيدة التي أعلنت إنهاء قرار وقف إطلاق النار اللي أصدره مجلس الأمن في يونيه 67، وأنا أعلنت إن إحنا لا يمكن أن نقبل قرار وقف إطلاق النار إلى الأبد طالما إن إسرائيل لم تقبل قرار الأمم المتحدة الخاص بانسحابها من الأراضي المحتلة. لا نستطيع أن نستمر في قرار وقف إطلاق النار. وأعلنا حرب الاستنزاف. فأمريكا تقترح أن توافق مصر وإسرائيل على العودة إلى وقف إطلاق النار لفترة محدودة، وحددت الفترة المحدودة بثلاثة شهور.

<23>