إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي العربي

         الحقيقة كان تصريح غريب، الحقيقة محدش كان بيقول هذا الكلام طوال الأيام الماضية إلا الدعاية الإسرائيلية والدعاية الصهيونية.

         والحقيقة هذه فرصة إن أنا أقول إنه يجب على الرئيس نيكسون أن يعرف ما هو أصدق من ذلك، يجب أن يعرف أن إسرائيل هي التي تهدد العرب، وهي التي شردت العرب. إسرائيل هي اللي ألقت بمليون عربي في بحر من الرمال، ألقتهم إلى شرق الأردن وحولتهم إلى لاجئين.

         النهاردة فيه نغمة جديدة، نغمة تعرض إسرائيل للعدوان، نغمة إسرائيل الشهيدة. وده موضوع بيعلمنا. بعد 67 كانت نغمة الغرور ونغمة الضرب، حانضرب، الجيش الإسرائيلي جيش لا يهزم، وإن الحرب دي أنهت كل الحروب، وإن العرب لن يستطيعوا بناء القوات المسلحة.

         النغمة النهاردة بقى لها ثلاثة شهور إسرائيل الشهيدة. إسرائيل المهددة. ميزان القوى يجب أن لا يختل، يجب أن يبقى في يد إسرائيل حتى لا تتعرض إسرائيل للإبادة.

         الحقيقة وراء ده كله إيه؟ وراء ده كله تشجيع إسرائيل حتى تستمر في احتلال الأراضي العربية، وحتى تغير يومياً على الدول العربية، بيحصل أيام أن بتقوم غارات تكون هناك غارات جوية على مصر وعلى سوريا وعلى الأردن، على مصر وعلى الأردن وعلى سوريا وعلى لبنان، يعني. فكيف تكون هذه العمليات العدوانية وكيف يتفق هذا مع ما يقال من أن إسرائيل معرضة للإبادة ومعرضة للقتل.

         هذه الأمة كما قلت لن تسلم في أي قطعة من الأرض، وهذه الأمة كما قلت لن تسلم في حق مهما تدفق السلاح الأمريكي ومهما تدفقت المعدات الإلكترونية.

         هذه الأمة ليست خارجة لعدوان وليست خارجة لغزو، ولكن هذه الأمة العربية تطالب بأراضيها المحتلة وتطالب بحقوق شعب فلسطين. حقوق شعوبها التي اغتصبتها إسرائيل، ويجب أن يكون ذلك كله واضحاً لجميع الأطراف، لأن النتائج التي يمكن أن تترتب عليه نتائج خطيرة.

أيها الأخوة
         كان من هذا المنطق النداء الذي وجهته للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في خطاب أول مايو، أنا قلت في هذا الخطاب في رسالتي الموجهة للرئيس نيكسون، إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تريد فعلاً السلام في الشرق الأوسط، فعليها أن تطالب إسرائيل بالانسحاب وفق قرار مجلس الأمن، ونحن نعتقد أن ذلك في طاقة الولايات المتحدة الأمريكية التي تأتمر إسرائيل بأمرها، لأنها تعيش على حسابها. كان هذا هو المطلب الأول في ندائي إلى الرئيس الأمريكي نيكسون.

<22>