(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي العربي

         ونذكر قول الرئيس بومبيدو إن فرنسا لن ترفع الحظر على تصدير السلاح لإسرائيل، لأن إسرائيل معتدية. وقوله إن الوقت يعمل في غير صالح إسرائيل.

أيها الأخوة
         نذكر أيضاً القوى التقدمية في العالم، العالم الغربي التي بدأت تشعر بالقضية الفلسطينية وأهمية القضية الفلسطينية، وحق شعب فلسطين في أرضه وفي بلده، وحق شعب فلسطين في أن يقاتل ويناضل من أجل حريته ومن أجل أن يستعيد بلاده التي طرد منها في سنة 1948.

         حينما نتكلم عن الأصدقاء، نذكر أيضاً أن إسرائيل لا تطيق أي شخص محايد يقول الحقيقة، ولا أصدقاء إسرائيل أبداً لا يمكن لهم أن يقبلوا كلمة إنصاف من أي شخص محايد في هذا العالم. وكلنا نذكر في الأيام الأخيرة كيف هاجمت إسرائيل أوثانت الأمين العام للأمم المتحدة لمجرد أنه وصف إقامة صواريخ مصرية على الضفة الغربية للقناة بأنه عمل دفاعي مشروع. هوجم في صحف أمريكا وهوجم في صحف إسرائيل.

         هناك تغييرات كثيرة وهناك أصدقاء لنا وهناك أصدقاء للعدو، وهناك أيضاً في داخل إسرائيل نفسها من يرى أن الزمن يسعى ضد مصالح إسرائيل.

         وهناك أيضاً في إسرائيل التي رقصت كلها يوم 9 يونيه 1967، وقعدوا يرقصوا في الشوارع لغاية الصبح على أساس إننا انهرنا. الآن نجد في إسرائيل الذين كتبوا، نلقاكم في قوائم الضحايا على قناة السويس. الطلبة اللي خرجوا من الجامعات، والطلبة اللي خلصوا دراساتهم وواخدينهم للتجنيد. كل واحد فيهم بيقول للثاني، نلقاكم في قوائم الضحايا على قناة السويس.

         الموقف فعلاً، الموقف والزمن يسير في صالح العرب، نحن نشعر بالصمود، نشعر بالتفاؤل، نشعر بأننا كل يوم نزداد قوة، نشعر بأن الرأي العام العالمي وكثير من الأحرار في كل مكان استطاعوا أن يفهموا القضية، واستطاعوا أن يكشفوا دعايات إسرائيل، واستطاعوا أن يكشفوا تضليل إسرائيل، واستطاعوا أن يعرفوا أن الولايات المتحدة تساند إسرائيل بلا قيد ولا شرط وأن ما يكتب في الولايات المتحدة ليس أبداً بالقول الذي يريد السلام القائم على العدل، ولكن ما يكتب في صحف الولايات المتحدة الأمريكية ليس إلا التعبير عن رغبة أمريكا في أن ترى إسرائيل وقد احتلت أكبر جزء من الأراضي العربية. وقد استطاعت أن تخضع الأمة العربية كلها لتستسلم.

أيها الأخوة
         حينما ننظر إلى الموقف اليوم أيضاً يجب أن نتذكر المظاهرات التي قامت في تل أبيب، والتي قامت في القدس المحتلة. وأنا أذكر بعض الأخبار التي كتبت عن أن إسرائيل كانت ترى السلام قرب يديها في سنة 1967، ولكنها الآن ترى نفسها في طريق مسدود. هناك في إسرائيل مظاهرات، في تل أبيب وفي القدس

<17>