إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي العربي

          بعد هذا حينما وصلت المعدات الحديثة إلى مصر، وجدنا حالة هستيرية عند إسرائيل وعند أمريكا وعند أصدقاء إسرائيل. وكان الكلام إزاي الاتحاد السوفيتي يدي وحدات صاروخية دفاعية لمصر علشان تمنع الطيارات الفانتوم الأمريكية أن تضرب الأهالي وتضرب العمال. وكانت الجرائد والصحف الأمريكية والبريطانية والغربية عموماً تعتبر أن هذا قد يخل بالتوازن، توازن القوى في الشرق الأوسط وكان المفروض بهذا التوازن أن تبقى إسرائيل متفوقة وأن تستطيع إسرائيل أن تضرب أي بقعة في الأرض المصرية، ولم يذكر أي واحد ولم تذكر أي مجلة ولا أي جريدة في أمريكا أن إسرائيل عندها 72 قاعدة صاروخية للدفاع الجوي، منها 24 قاعدة صاروخية من صواريخ هوك وصلت في السنة اللي فاتت.

          معنى هذا ايه، هل من حق إسرائيل إنها تحصل من أمريكا على صواريخ للدفاع الجوي، وليس من حقنا نحن الذين نتعرض للعدوان ولغارات الطائرات الفانتوم التي استلمتها إسرائيل سنة 69 وطيارات السكاي هوك أن ندافع عن نفسها. طبعاً كل واحد مننا كان ينظر إلى هذه الأمور وكان يشعر أن الخطط التي تدبر لنا حتى تنهار جبهتنا الداخلية وحتى نقبل الاستسلام، هذه الخطط تنهار والصمود يقوى.

          برضه حينما نتكلم عن الاتحاد السوفيتي، أذكر إننا كنا في الاتحاد السوفيتي منذ عدة أيام، وكانت هناك في هذه الأوقات تصريحات صحفية كثيرة من أمريكا ومن إسرائيل وتهديدات وتنبؤات.

          الحقيقة، هذه التصريحات وهذه التهديدات لم تؤثر أبداً على جو المحادثات. ولكني وجدت في الاتحاد السوفيتي ومن قادة الاتحاد السوفيتي كل تصميم على أن نعمل بكل الوسائل من أجل استعادة الأراضي المحتلة.

          وقالوا إن المحادثات طالت، وأن هذه المحادثات التي طالت لابد أنها تعثرت. الحقيقة إن إحنا عقدنا أربع جلسات، وكان التفاهم كامل بيننا وبين قادة الاتحاد السوفيتي، ولكن السبب الوحيد لطول المحادثات كما نشر في الأهرام، إنني ذهبت إلى إحدى المصحات لإجراء فحوص طبية، لأن آخر مرة كنت هناك سنة 68. أما المحادثات وأما العلاقات بيننا وبين الاتحاد السوفيتي لازالت كما كانت، بل هي أقوى مما كانت عليه. وأنا أقول لكم أنني أعود من الاتحاد السوفيتي وأشعر بالرضا الكامل عن نتيجة المحادثات التي جرت مع قادة الاتحاد السوفيتي.

          حينما نتكلم عن الأصدقاء، يجب أن نذكر أيضاً الدول الاشتراكية التي وقفت إلى جانبنا بعد سنة 1967، هذه الدول وقفت في جانبنا سياسياً واقتصادياً، وقفت في جانبنا في كل موقف من مواقفها الدولية، وأعلنت جميعها قطع علاقاتها مع إسرائيل، على أساس إن إسرائيل معتدية ولا تريد الانسحاب من الأراضي المحتلة. وكنا نشعر بالشكر للدول الاشتراكية على هذه المواقف النبيلة التي وقفتها تجاه النضال العادل للأمة العربية في سبيل استرداد أراضيها، وفي سبيل القضاء على العدوان الذي وقع في سنة 1967.

<15>