إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي العربي

الولايات المتحدة حتى يهاجمونا، وحتى يهاجموا وحداتنا الاقتصادية وحتى يهاجموا المدن، وحتى يهاجموا الأهداف الحيوية.

         والحقيقة وجدنا في هذه الأيام أن وسائلنا للدفاع الجوي لم تكن قادرة على أن توقف هذا التهديد الخطير الإسرائيلي الذي كانت تؤيده أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية.

         وكان الأمر بالنسبة لنا كقيادة أمر صعب جداً وخطير جداً، حدث أن الشعب كان معرضاً لتصعيد العمليات الإسرائيلية.

         في 22 يناير 1970 كنت أرسلت رسالة إلى قادة الاتحاد السوفيتي وقلت لهم إن أنا أريد أن أزور موسكو زيارة سرية لأستعرض معاكم الموقف الذي نواجهه ونتكلم في الموضوع.

         في 22 يناير ذهبت إلى الاتحاد السوفيتي وأنا اللي طلبت منهم أن تكون الزيارة سرية. قعدت أشرح لهم في أحاديث مستمرة مع قادة الاتحاد السوفيتي، ووجدت من قادة الاتحاد السوفيتي في هذه الأيام كل اهتمام، اهتمام بسلامة الشعب المصري في مدنه وفي قراه، واهتمام بأن لا يتعرض الشعب المصري لغارات العدو، واهتمام بأن تكون مصر قادرة على الدفاع عن أرضها بكل وسيلة من الوسائل. وبعد هذا صدر قرار من قيادة الاتحاد السوفيتي بأن الاتحاد السوفيتي سيساعدنا بكل ثقله في الدفاع عن وطننا ضد غارات العمق وضد التهديد الذي يتعرض له المدنيين وضد التهديد الذي تتعرض له الأهداف الاقتصادية.

         وأبلغوني في زيارتي في يناير أن كل هذا الدعم المطلوب لنا سيصل في مدة لا تزيد عن 30 يوم وقد أوفى الاتحاد السوفيتي بوعده.

         ولهذا فإننا نذكرهم أيضاً بالشكر والعرفان لأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تعطي إسرائيل كل ما تريد من أسلحة الدمار ومن الأسلحة المطلوبة للحرب الإلكترونية.

         ونحن نرى الآن أن الغارات من إبريل الماضي، الغارات اللي كانوا بيتبجحوا بها الإسرائيليين ويقولوا كل يوم إن قواتهم الجوية تضرب في العمق وستضرب.

         في يوم 2 فبراير بعد عودتي من الاتحاد السوفيتي استلمت عن طريق وزارة الخارجية تهديد من الولايات المتحدة الأمريكية، بأنه يجب أن نقبل وقف إطلاق النار كما صدر في سنة 1967، وأن لا نربط قرار وقف إطلاق النار بالانسحاب. وإن لم نقبل هذا، فإن غارات العمق الإسرائيلية علينا، على المدن، وعلى الأهداف الاقتصادية ستزيد.

         ومن هذا كان يتضح التواطؤ الكامل بين إسرائيل وما تطلبه إسرائيل، مع الولايات المتحدة الأمريكية.

<14>