إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في العيد الأول للثورة السودانية

          كل هذا بيدينا الأمل الكبير في إننا بإذن الله في معركتنا من أجل التحرير راضين.

          وكما قلت لكم- هذه الثورة والثورة الليبية وصمود الشعب العربي- كل هذا بيدينا الأمل في المستقبل.

          وسار الشعب الفلسطيني أيضاً على طريق النضال وعلى طريق الكفاح من أجل استعادة حقوقه بالعمل الفدائي. وبدأت تدخل العمليات الفدائية فعلاً المعركة من نواة الشعب الفلسطيني، وسارت على طريق الثورة الفلسطينية، طريق القومية العربية، وبدأ شعب فلسطين يتحول من شعب لاجئين إلى شعب فدائيين، واصبح لشعب فلسطين الذي لم يكن يذكر اسمه أبداً في المحافل الدولية، بدأ شعب فلسطين له وزن سياسي كبير الآن، لأن شعب فلسطين أراد لنفسه الحياة، حينما أراد له الاستعمار، وأرادت له إسرائيل الموت. فهب الشعب الفلسطيني وكون المقاومة الفلسطينية، وبذل الدم والروح في سبيل ثورته الفلسطينية، وفي سبيل أرضه، وفي سبيل وطنه.

          وسرنا- أيها الأخوة- نطور التحالف العربي. وقامت الجبهة الغربية على قناة السويس، وقامت الجبهة الشرقية في الجانب الآخر من العراق والأردن وسوريا. وبدأت مرحلة جديدة، نحن كنا في مرحلة الصمود في مرحلة كفاح، نحن الآن في مرحلة في قناة السويس نستطيع أن نقول إننا نقدر على انتزاع المبادأة من إسرائيل، وإننا يومياً نقوم بعمليات عسكرية في الضفة الشرقية من القناة، وإننا في قتال مستمر.

أيها الأخوة

          حتى الآن لا نستطيع أن نقول أن المعركة ضد إسرائيل وضد من هم وراء إسرائيل معركة قومية، ولكنها حتى الآن لازالت معركة إقليمية، وأنا أعلق بهذا على ما قاله أخي القذافي.

          نحن في مصر كنا في سنة 67 ميزانيتنا للجيش 160 مليون جنيه، النهاردة ميزانيتنا للجيش 550 مليون جنيه. أي زدنا ما يقرب من 400 مليون جنيه بجهود ذاتية.

          ونحن في مؤتمر الخرطوم اتفقنا على الدعم العربي، ولكن كان الدعم العربي من أجل تعويض الخسارة التي تكبدتها مصر والأردن وسوريا من العدوان. نحن تعرضنا لخسارة تقدر بـ180 مليون جنيه، منها دخل قناة السويس، ومنها دخل آبار البترول في سيناء، ومنها دخل المناجم الموجودة في شبه جزيرة سيناء، ومنها الدخل في السياحة. وقرر لنا في هذا الوقت 95 مليون جنيه إسترليني.

          نحن نشكر الدول التي قدمت هذه الأموال، والتي آلت على نفسها من سنة 67 أن تستمر في الدفع حتى نحقق النصر.

<9>