إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في العيد الأول للثورة السودانية         

        وحصلنا من الاتحاد السوفيتي على ما طلبنا. ويوجد عندنا الآن مستشارين سوفيت في الوحدات المصرية، لم يتدخلوا في السياسة ولا يتدخلوا في السياسة، وإنما ينطلقون في عملهم من أجل بناء القوات المسلحة العربية.

        وأنا أكرر انهم موجودين مع قواتنا في كل مكان، وأنا أكرر في هذه المناسبة الشكر والعرفان للاتحاد السوفيتي لأنه ساعدنا في وقت محنتنا، ساعدنا في أيام الحزن العصيبة التي قابلناها في يونيه سنة 1967، وساعدنا رغم كل الضغوط التي وقعت عليه في أوائل هذا العام. طورت إسرائيل استراتيجيتها وبدأت تضرب في العمق، تضرب ضواحي القاهرة، تضرب المدارس وتقتل الأطفال، تضرب المصانع وتقتل العمال.

        واستطعنا أن نحصل من الاتحاد السوفيتي على أسلحة حديثة تمنع توغل العدو الإسرائيلي الذي ساندته الولايات المتحدة الأمريكية بطائرات الفانتوم وطائرات سكاي هوك، نمنع توغله إلى داخل البلاد، إلى منطقة الدلتا وإلى منطقة وادي النيل. ولهذا نشكر أيضاً الاتحاد السوفيتي، لأنه بدون مساعدة الاتحاد السوفيتي كانت إسرائيل تستطيع أن تضربنا في القاهرة وفي الضواحي المحيطة بالقاهرة.

        ولكننا استطعنا أن نفرق بين ناحيتين، بعد الحرب ما خلصت في سنة 1967، وبعد ما انتهت المعركة في سنة 67، وبعد ما بدينا نبني جيشنا، وبعد ما صدر قرار مجلس الأمن، الذي ينادي بانسحاب القوات الإسرائيلية المعتدية. ماذا حدث من الولايات المتحدة الأمريكية؟ وماذا حدث من الاتحاد السوفيتي؟ سلمت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسرائيل 150 طائرة قاذفة قنابل فانتوم وسكاي هوك، هذه الطائرات لا تستخدم للدفاع عن إسرائيل، ولكن استخدامها الوحيد والأساسي هو ضربنا وتدمير مدننا. وسمعنا تهديدات وسمعنا إنذارات بأننا إذا لم نقبل بشروط أمريكا، وإذا لم نقبل بالشروط التي تراها إسرائيل، فإن جميع مرافقنا الحيوية ستدمر بهذه الطائرات، وأن جميع مرافقنا الاقتصادية ستدمر بهذه الطائرات.

        وذهبنا وطلبنا العون من الاتحاد السوفيتي ليساعدنا على أن نقابل هذه الأسلحة، أسلحة الدمار التي سلمتها الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل لتقتل بها أطفالنا. وساعدنا الاتحاد السوفيتي بأن أعطانا الأسلحة الحديثة التي تمكننا من أن نواجه أسلحة الدمار الأمريكية التي كانت تعتدي علينا وتقتل أطفالنا، وتقتل أبنائنا وتقتل عمالنا.

        كل هذا- أيها الأخوة- بدون قيد ولا شرط.

في هذه السنوات بنينا قواتنا المسلحة وسلحناها ودربناها، وأصبحت الآن في معركة مستمرة على خط النار في القناة.

         إسرائيل تطالب بإيقاف القتال، ونحن نطالب بالانسحاب.

<8>