إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في العيد الأول للثورة السودانية

من أن تحصل على أحدث المعدات الإلكترونية، وعلى أحدث المعدات العسكرية. وبهذا استطاعت إسرائيل أن تتغلب علينا في معركة 5 يونيه 1967.

         أما الآن.

         أما الآن ونحن نواجه هذه المعركة التي ليست معركة إسرائيل، معركة إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية. فإننا قد وجدنا في الاتحاد السوفيتي السند الأكيد لنا حتى نسلح قواتنا.

         وفي يوم 9 يونيه وصلتني رسالة من قادة الاتحاد السوفيتي، من الرئيس بريجنيف وبودجورني وكوسيجين. وقالوا لي في هذه الرسالة إن الواجب علينا أن نصمد لأن إحنا مش أول ناس خسروا معركة، وإن العالم كله وتاريخ العالم يدل على إن كل الدول خسرت معارك، بريطانيا في الحرب العالمية الثانية خسرت معركة، فرنسا خسرت معركة، الألمان وصلوا قرب موسكو، الألمان احتلوا كل أوروبا، ولكن الصمود هو الذي يصنع النصر في النهاية. وتعهدوا في هذه الرسالة على أن يعوضونا عن كل الأسلحة التي فقدناها بدون أن ندفع ثمن هذه الأسلحة.

أيها الأخوة

         حينما أعطانا الاتحاد السوفيتي هذه الأسلحة، أعطاها لنا لنقاتل وندافع عن بلادنا وليستمر النضال العربي في طريقه من أجل الحرية ومن أجل الاستقلال.

         إننا ونحن نسير في طريقنا من أجل حريتنا واستقلالنا لا نريد أن نتوه في الشعارات، فكم في الماضي تهنا في الشعارات، ولكن علينا فعلاً أن نعمل وأن نبني بلدنا وأن نبني وطننا.

         إن الاتحاد السوفيتي حينما أعطانا هذه الأسلحة لم يطالبنا بشيء، لم يطالبنا بأي شرط من الشروط، ولكنه قال إن الاتحاد السوفيتي هو الدولة المناضلة من أجل حرية الشعوب ومن أجل استقلالها ومن أجل القضاء على الاستعمار.

         وإننا في طريقنا سرنا من أجل حرية شعوبنا، ومن أجل القضاء على الاستعمار، ومن أجل السلام، ومن أجل الحرية في العالم أجمع. على هذا الأساس توطدت الصداقة بيننا في مصر وبين الاتحاد السوفيتي. ولم تكن هذه الصداقة تحت أي شعار من الشعارات إلا شعار الاحترام المتبادل وشعار الصداقة المتبادلة وشعار العمل المتبادل من أجل مصلحة الشعب العربي ومن أجل مصلحة الشعوب السوفيتية.

         هذا - أيها الأخوة - ما سرنا فيه. واليوم ونحن نواجه إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لابد لنا من معاونة الاتحاد السوفيتي، ومعاونة الاتحاد السوفيتي ضرورة كبرى لنا، ونحن نذكر بالعرفان والشكر هذه

<6>