إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في العيد الأول للثورة السودانية     

          هنا- أيها الأخوة- يا جماهير الثورة السودانية المنتصرة المجيدة، وبالنميري ورفاقه المناضلين. وهنا- أيها الأخوة- بالثورة الليبية. وهنا- أيها الأخوة- بالثورة الليبية وقائدها الشجاع معمر القذافي.

          ذلك كله له معنى عظيم، وأمل عريض، وإشارة إلى نصر محقق بإذن الله.

          ذلك كله هنا الآن من حولنا يعني كثيراً ويرمز إلى كثير.

          إنني- أيها الأخوة- لأشعر بهذا في أعماقي، وربما كما لم يشعر به نميري. إن الذين عاشوا أيام الوحدة، والذين عاشوا أيام الحزن العميق بعد النكسة في يونيه سنة 1967، يقدرون أكثر من غيرهم ما يعنيه هذا الذي نعيش معه الآن هنا، ونراه أمامنا، ونراه من حولنا. إننا نرى بعد الأحداث التي حدثت في يونيه سنة 1967. نرى الآن في مايو سنة 1970 أمة تعود الروح إليها، أمة تجدد نفسها بنفسها، أمة تولد ميلاداً جديداً. ونرى الحياة في الأمة العربية تبرز قوية من وسط الخطر. ونرى مرحلة من التقدم تبدأ من حيث كان الأعداء، ومن حيث كان الاستعمار. كان الآخرون يتصورون أن كل شئ عربي إلى اضمحلال وإلى نهاية.

          وإنني- أيها الأخوة - وأنا أرى في النميري وفي القذافي ثورة السودان وثورة ليبيا. أرى النميري والقذافي بما يمثله كل منهما، أشعر بالحمد لله والعرفان له جارفاً غلاباً. إنني وأنا أرى العلاقة الخاصة بين مصر والسودان وليبيا تنمو وتتأكد بكل ما تمثله، أشعر بالحمد لله والحمد لله والعرفان له جارفاً وغلاباً. أشعر- أيها الأخوة- إننا على طريق الحق، طريق الأمل وطريق النصر بإذن الله.

أيها الأخوة

          يحدث هذا هنا، وقواتنا المسلحة في جبهة القتال تعطي بالمعنى السياسي للذي يمثله كل ما نراه أمامنا ومن حولنا ثقلاً ووزناً له قيمته.

          بعد 5 يونيه خرجت قواتنا المسلحة في مصر وقد خسرت المعركة. ولكنها لم تخسر كل المعارك لأن الحرب ليست معركة واحدة. وحينما اعتقدت إسرائيل أنها المعركة الأخيرة، وحينما أعلن ديان أنه ينتظر على التليفون من يطلبه من القاهرة ليطلب الاستسلام، حينما كانت هذه الأيام الموحشة الصعبة تمر بنا. كانت قواتنا المسلحة تبني نفسها من الأول. ابتدينا نبني من البندقية والدبابة والمدفع والطيارة، لنعوض ما خسرناه. وأعلنا وأعلنت قواتنا المسلحة أنها ستعمل في مرحلة الأمن، وكان هناك قرار بإيقاف إطلاق النار صدر في مجلس الأمن يوم 9 يونيه سنة 1967. ولكن إسرائيل لم تنفذ أبداً هذا القرار، والدليل على هذا أن كل المصانع الموجودة في مدينة السويس دمرت، والدليل على هذا إن مدينة السويس كانت تضرب يومياً بالمدفعية الإسرائيلية، والدليل على هذا إن مدينة الإسماعيلية كانت تضرب يومياً بالمدفعية الإسرائيلية، لأن المسافة كانت بين الإسرائيليين ومدينة السويس أو الإسماعيلية 200 متر.

<4>