( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في عيد العمال

أيها الأخوة

          هناك محادثات للدول الرباعية، الدول الأربع الكبرى، ونحن نؤيد هذه المحادثات على أساس أن تكون تنفيذ قرار الأمم المتحدة ولا يخرجوا عما جاء بقرار الأمم المتحدة، فنحن لن نقبل بأي حال من الأحوال أن ننفذ أي شئ لم يعقد عليه قرار الأمم المتحدة.

أيها الأخوة

          كما قلت لكم الآن أننا لا نعتقد أن هناك حل عسكري وأن هناك حل سلمي، وعلى هذا الأساس نحن نعتقد أن هناك حل سياسي يشمل العمل الدبلوماسي والعمل العسكري وجميع الأعمال مع بعض. على هذا الأساس تحركت سياسياً ودبلوماسياً في كل المناسبات وبكل الوسائل. اتصلنا رغم عدم إعادة العلاقات مع أمريكا، وإحنا كنا في انتظار الموقف الأمريكي العادل الغير متحيز لإسرائيل. رغم هذا ورغم أن أمريكا كانت باستمرار متحيزة لإسرائيل، لم نقطع الاتصال ولا الحوار مع أمريكا. الدكتور فوزي في رحلته الأخيرة لحضور جنازة الجنرال أيزنهاور تقابل مع الساسة الأمريكيين وشرح لهم موقفنا.

          ونحن نعتقد أنه من مصلحتنا ومصلحة القضية العربية أن كل واحد يعرف رأينا ويعرف موقفنا.

          ولكننا، إن نيكسون حينما أرسل مندوبه سكرانتون هنا أنا قابلته، وعلى هذا الأساس حينما ذهب الدكتور فوزي إلى أمريكا قابل أيضاً الرئيس نيكسون وشرح له موقفنا بالنسبة للموضوع.

أيها الأخوة

          علينا في هذه المرحلة أن نناضل في كل النواحي سياسياً وعسكرياً وعلينا أن نكسب المزيد من الأصدقاء، وعلينا أن نفهم المزيد من الرأي العام العالمي بقضيتنا وعدالة قضيتنا، وعلينا أن نشعر أن ده يمكن كان له نتيجة وأن هناك تحول الآن في الرأي العام العالمي، لا نستطيع أن نقول أنه تحول كبير، ولكن الرأي العام العالمي كان دائماً تحت الانطباع وتحت التأثير أن إسرائيل دولة صغيرة من اثني مليون يحيط بها العرب المائة مليون عايزين يدبحوا الإسرائيليين بدون سبب إلا حبهم في القتل وحبهم في الذبح، علينا أن نقول للعالم في كل مكان أن هذا غير حقيقي، بل أن إسرائيل هي التي اغتصبت فلسطين وطردت وقتلت وذبحت عرب فلسطين، وأن فيه أكثر من مليون لاجئ طردوا من ديارهم وأن الأمم المتحدة قررت أنهم يعودوا إلى ديارهم ويعوضوا عن الخسائر التي أحاطت بهم، ولكن إسرائيل رفضت تنفيذ هذه القرارات.

<16>