إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

القوات المسلحة كان علينا إن إحنا نحسب حسبتين.. الحسبة الأولى الصمود الاقتصادي. والحسبة الثانية صمود الجبهة الداخلية وراء جبهة ميدان القتال. كانت حسبة الصمود الاقتصادي بعد قفل قنال السويس اللي كان بييجي لنا منها حوالي 110 ملايين جنيه، وبعد ضياع بترول سيناء اللي كان بييجي لنا منه حوالي 20 مليون جنيه. وبعد أيضاً ضياع المناجم الموجودة في سيناء، كان باين إن الصمود الاقتصادي عملية صعبة، بل حتكون عملية مستحيلة، خصوصاً بالنسبة للحصول على القمح اللي بنحصل عليه بالعملة الصعبة، واللي وجدنا صعوبات في السنة اللي فاتت واللي قبليها اللي كانوا قبل سنة 67، يعني بعد قطع المعونة الأمريكية وكنا في هذه الأيام في حاجة إلى ستين مليون جنيه عملة صعبة للحصول على حاجتنا من القمح. واستطعنا بالكاد إن إحنا نوفر الـ60 مليون جنيه، وساعدنا في هذا أيضاً الاتحاد السوفيتي وادانا جزء كبير على أساس اتفاقيات تقريباً يساوي 20 مليون جنيه.

          ولكن لما جه مؤتمر الخرطوم واستطعنا في مؤتمر الخرطوم أن نحصل على الدعم الذي يمكننا من الصمود الاقتصادي وبهذا نتيجة لمؤتمر الخرطوم انحلت مشكلة الحصول على العملة الصعبة اللي تمكنا من الحصول على القمح نتيجة قفل قناة السويس، واتحل موضوع الصمود الاقتصادي، وفضل صمود الجبهة الداخلية.. في هذه الأيام.. في هذه الشهور اللي فاتت حصلت محاولات كبيرة من .. بالذات من الخارج للتأثير على الجبهة الداخلية.. يطبع ممكن مئات الألوف من المنشورات في الخارج وأرسلت للمصريين في مدن أوروبا وطلعت أسامي جديدة.. جمعيات مصر الحرة.. جمعيات الدستور المصري على هذه المنشورات، واتبعت عدد كبير من هذه المنشورات إلينا هنا، وكان طبعاً من الواضح وإحنا بنتتبع مصادر هذه المنشورات، كانت هذه المنشورات بتيجي من ألمانيا ومن بعض الدول الأوروبية الأخرى، وكان باين من الطبع ومن اتساع توزيع المنشورات أن هناك سخاء في الصرف.. طبعاً الحرب النفسية مش جديدة علينا.. والحرب النفسية تعودنا عليها منذ قامت الثورة ومنذ اتخذنا الخط الوطني المستقل المقاوم للاستعمار.. وكان من الواضح لنا من هذه المنشورات ومن الأساليب المختلفة ومن التصريحات اللي يطلقها القادة الإسرائيليين وأيضاً من موقف الولايات المتحدة الأمريكية في تأييد إسرائيل تأييد كامل، هناك أمل أمام إسرائيل والدول الاستعمارية في أن طول المدة.. طول مدة الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية قد تساعد على انهيار الجبهة الداخلية- ولكن الحقيقة أستطيع أن أقول الآن أن الجبهة الداخلية صامدة وراء جبهة ميدان القتال، وكل يوم يمر أشعر أن جبهتنا الداخلية أشد صلابة وأقوى لأنها تشعر بالثقة. وعلى هذا فنحن نستطيع أن نطمئن للأمور الثلاثة: أولاً إعادة بناء قواتنا المسلحة.. ثم صمودنا الاقتصادي.. ثم صمود الجبهة الداخلية..

          هناك نقطة أخرى علي أن أتكلم فيها وأنا أتكلم عن بعض جبهاتنا المحيطة بالعدو. هذه النقطة هي الجيش الشعبي.. وحينما أعلن عن تكوين الجيش الشعبي وهو جيش يعتمد على المتطوعين من كل مكان في الجمهورية. طبعاً كان من الواضح أن تكوين الجيش الشعبي لن يكون عملية سهلة أو عملية بسيطة، ولكن سيحتاج إلى وقت وإلى زمن. ولكن المتطوعين في كل مكان تدفقوا ليشتركوا في الجيش الشعبي. وطبعاً

<12>