( تابع ) خطاب الرئيس عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

          وأنا قلت لكم إن أنا ما وافقتش على هذا الكلام، ويمكن كنت شايف الدموع في عيون الناس اللي كانوا بيطالبوني بهذا القرار، طبعاً هذا الكلام كان من سنة، النهاردة بعد سنة الأمور اختلفت والأمور اختلفت جداً وكان علينا إن إحنا نصبر في هذه الأيام ونستحمل الضرب ونستحمل الخسائر ونسكت في انتظار اليوم اللي نستطيع فيه أن نردع واللي نستطيع فيه أن ننتقم. أنا بأقول هذا الكلام النهاردة وبأحكي هذه الحكايات ليه. أنا بأقول علشان ضرورة أن يعلم الوطن كله المصاعب التي واجهها أهل القنال اللي سابوا القنال وعايشين النهاردة مهاجرين واللي هم يطلعوا حوالي 350 ألف سابوا القنال وموجودين النهاردة مهاجرين في مدن الجمهورية العربية المختلفة واللي بنحاول بكل الوسائل إن إحنا نديهم مرتبات شهرية وإعانات ونؤجر لهم التسهيلات في المساكن، والحكومة عندها قرار بإعطاء كل التسهيلات، ولكن بأقول للناس اللي اتهدمت بيوتهم وأنا شفت بعيني، بأقول شفت صور البيوت في السويس وفي بور توفيق وفي الإسماعيلية وفي المرافق، وعرفت إن فيه ناس رفضت إنها تهاجر وقعدت هناك، بأقول لهؤلاء الناس إن اليوم حايجي اللي حايضع فيه شعبنا أكبر قسط من إمكانياته لإعادة بناء هذه المنطقة وإعادة الحياة المزدهرة إليها تكريماً للتضحية واعترافاً بفضلهم.

أيها الأخوة

          الناحية التالية في هذا الكلام هي صمود الجبهة الداخلية وراء جبهة ميدان القنال. وفي الحقيقة يعني برضه بدي أقول لكم إن إحنا بعد العدوان، وبعد يوم 8 وبعد التنحي يوم 8، الحقيقة الواحد كان عنده عوامل كثيرة في اللي حصل يوم 9 وبعد يوم 9 و10، كان الحساب بيبان نتايجه صعبة جداً، والحساب كان بيبان إنه الظروف المستقبلة لنا ظروف صعبة.

          طبعاً من الطبيعي إن إحنا حسبنا على طول في شهر يونيه بالذات حساباتنا إيه اللي فضل لنا من قواتنا المسلحة، وبعدين ما هو الوقت اللازم لبناء القوات المسلحة. ما قلناش هذا الكلام، طبعاً كان باين إن الوقت اللازم لبناء القوات المسلحة مش وقت قصير مش شهور، طبعاً كنا بنطلع باستنتاج من هذا إن إحنا حنجد صعوبة في إقناع الجماهير والناس اللي أثرت عليها النكسة واللي يؤثر عليها الاحتلال الإسرائيلي، سواء لسيناء أو لغزة أو للضفة الغربية. وكنا بنقول أن العدو حيحاول بكل الوسائل والدول الاستعمارية أيضاً ستحاول بكل الوسائل إنها تهز جبهتنا الداخلية قبل أن يكتمل استعدادنا العسكري. وبهذا تستطيع إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل أن يحققوا أهدافهم. ولكن كانت النتائج بتدل على الأصالة والوعي والتاريخ.. التاريخ الحضاري الطويل لهذا الشعب. طبعاً أنا فيه ناس كانوا بيكتبوا لي جوابات وبيقولوا لي مضى ستة أشهر طيب مستنيين إيه؟ ما كفاية ستة أشهر لبناء القوات المسلحة.

          طبعاً اللي بيفهم في العسكرية 6 أشهر ما يكفوش أبداً علشان ندرب جندي وندرب قيادات وندرب هذه التدريبات ونعيد البناء وننظم ونخلق تقاليد جديدة. كل الحقيقي الحساب كان بعد ما حسبنا المدة اللازمة لبناء

<11>