إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الأولى لمجلس الأمة الجديد

          وإذن فإن هذا المجلس الموقر يستطيع أن يطرق ومازال الحديد بعد ساخناً، وأعني بذلك أن مجلسكم الموقر يستطيع على الفور أن يقدم صورة متكاملة لما تريده الآن جماهير الشعب فيما يتصل بالخدمات أو مشاكل الحياة اليومية.

          ولقد جرى التقليد في مجالسنا النيابية دائماً أن يبدأ العمل بتقارير من السلطة التنفيذية لما تنويه من أعمال ومشروعات. ويخطر لي أنه قد يكون مناسباً هذه المرة أن نمارس تجربة من نوع آخر، فيبدأ مجلسكم الموقر بتقرير عما استشعره أعضاؤه خلال اتصالهم الوثيق بالجماهير في فترة الانتخابات، على أني أريد في صدد هذا الاقتراح أن احدد بعض النقط على النحو التالي:

  1. أن يكون في الاعتبار طول الوقت عبء المعركة على ميزانية الدولة، وهو عبء له أسبقيته على كل ما عداه.
    وإن كنت أعتقد أن هناك كثيراً وكثيراً جداً من الأمور يمكن تحقيق ما هو مطلوب فيه بتكاليف قليلة أو بغير تكاليف على الإطلاق إذا لقي عناية واعية وانتباهاً حقيقياً.
  2. أن يكون عملكم في كل ما تقترحونه تعاوناً مع الوزراء كل في اختصاصه، ولابد أن يكون واضحاً أمامنا أنه ليس هناك تناقض بين الوزير وبين عضو مجلس الأمة، ولقد يكون بينهما حوار- بل ولابد أن يقوم مثل هذا الحوار- ولكن التناقض لا محل له.

          وأريد أمام حضراتكم أن أقول كلمة عن زملاء لي في الوزارة، تلك هي أن الوزير هو أكثر العاملين في وزارته. إن هذه المجموعة من الرجال الذين يتحملون نصيبهم معي في مسئولية العمل الوطني من خيرة رجال وشباب هذا الوطن. ولقد تحملوا بأعباء تزيد عن الطاقة الإنسانية أحياناً، وأثق أن ذلك سوف يكون موضع تقدير منكم لصالح الجهد المشترك لمجلس الأمة وللوزراء من أجل حل مشاكل الجماهير.

          لقد قلت وأقول دائماً أن القيادة هي حل مشاكل الجماهير.

          ولا نستطيع أن نحل مشاكل الجماهير إلا إذا عرفنا وحددنا هذه المشاكل. ولا سبيل إلى هذا التحديد إلا بتعاون وثيق بين أعضاء هذا المجلس وبين الوزراء.

          وأريد أن يكون واضحاً أمامكم أن هذا فضلاً عن قيمته الإيجابية هو من ناحية أخرى الرد الصحيح على الجزء الأكبر من محاولات الثورة المضادة.

          وينبغي أن نحلل هنا ما تفعله الثورة المضادة.

          إن قوى الثورة المضادة شأنها في ذلك شأن قوى الثورة تحاول أن تتوجه إلى الجماهير.

<17>