إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في اختتام الدورة الطارئة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

أيها الأخوة

          لقد حققنا الكثير في الشهور التي مضت منذ العدوان، وأمامنا أيضاً الكثير، أمامنا الردع وأمامنا معركة التحرير. ولا أقول لكم إن هذه المرحلة ستكون مرحلة هينة. ولكنها ستكون مرحلة شاقة عصيبة، ستكون مرحلة تتمثل فيها ظروف الشدة التي تحيق بنا وبالشعوب العربية في البلاد التي تحيط بإسرائيل، وعلينا أن نقول للناس جميعاً إننا نعرف من الآن الطريق الذي نسير فيه، طريق عدم الاستسلام، طريق القوة والمحافظة على الشرف العربي. علينا أن نقول إننا نعرف هذا الطريق ونعرف أيضاً الثمن الذي سندفعه حتى لا نستسلم. ما معنى أن نجلس مع إسرائيل للتفاوض؟ معنى ده إيه؟ معناه إن إحنا نستسلم لأن إسرائيل تتكلم من مركز القوة، إسرائيل تحتل أراضينا في مصر والأردن وسوريا، إسرائيل في مركز من تستطيع أن يفرض الشروط، إسرائيل التي ترفض الانسحاب، وإسرائيل التي تريد التوسع، وإسرائيل التي تريد أن تضم القدس والأراضي العربية إليها، لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تقبل السلام المشرف. إذن علينا أن نستعد في كل مكان في كل مدينة، في كل قرية، وعلينا فعلاً أن نبني الجيش الشعبي كما نبني القوات المسلحة. وهناك أحد الأسئلة التي وصلتني الآن والذي يقول إن عدم الثقة في الشباب قد يخلخل الثقة في الجيش الشعبي. وأنا أقول إن الشباب المنحرف قلة، وهي قلة معروفة بطبيعتها ومعروفة بأمانيها وتطلعاتها، قلة معروفة بالاسم، قلة معروفة بالواحد. أما بحر الشباب في أمتنا، بحر الشباب في بلدنا فهو الشباب المؤمن الشباب الطاهر الشباب النقي الشباب الذي يريد الاستشهاد دفاعاً عن حريته وعن أرضه وعن وطنه.

أيها الأخوة

          نحن نعلم طريقنا طريق الصمود وطريق التحرير، ونحن نعرف أيضاً الثمن الذي سندفعه، وقد يكون هذا الثمن الغالي، ولكننا لن نتردد في دفعه في سبيل الصمود وفي سبيل التحرير، وحتى لا نستسلم أبداً.

          هذا- أيها الأخوة- هو أساس بقائنا، بقاء الأمة العربية، لأن إسرائيل إذا توسعت الآن فلن تكتفي بهذا التوسع أبداً، ولكنها ستتوسع أيضاً في المستقبل. إن إسرائيل كانت تقول دائماً أن ملكها يمتد من النيل إلى الفرات، إن إسرائيل كانت تقول دائماً إن لها حقاً في المدينة ولها حقاً في مكة، إن إسرائيل كانت تقول دائماً إن لها حقاً في أجزاء من العالم العربي في لبنان وفي سوريا وفي العراق وفي السعودية وفي مصر. فإذا سمحنا لإسرائيل أن تتوسع الآن فلن تقف شهيتها عند هذا، بل ستستمر في التوسع حتى تحقق هدفها، وهي تسير حسب خطة موضوعة، فإن الحركة الصهيونية قامت في القرن الماضي، ووعد بلفور كان سنة 17، وسارت الأمور خطوة خطوة حتى قامت إسرائيل في سنة 48.

          وفي سنة 49 كانت الهدنة، في سنة 56 كان العدوان، إسرائيل هي التي اعتدت، نحن لم نعتد على إسرائيل. وفي سنة 67 كان العدوان المبيت أيضاً، مرة أخرى إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل حتى احتلت كل

<5>