(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في مدينة المنصورة في نطاق لقاءاته مع قوى الشعب العاملة

علشان مكنش فيه مراكز قوة عشان فيه خروج عن القانون علشان الثورة تتابعهم، والتصحيح بدأ يمكن من يوم 11 بدأ وسرنا في الحوار كل واحد شايف خطأ عايز يصححه.

          والمناقشات من أجل التصحيح بدأت أيضا في صالح المعركة والصمود وفي صالح استمرار الثورة وتجديدها. وأنا كنت أسمع وكنت أتابع.

          وطبعا كنا نحتاج إلى تمهيد الأرض للتصحيح، للتقويم. واقامة البناء العسكري واقامة البناء السياسي أنا اتكلمت قبل كدة، المسائل اللي كان لابد لنا من إحنا نقمها حتى تكون عملية التصحيح واقفة على أرض صلبة وأرض رحبة. وقلنا إعادة بناء القوات المسلحة ده كان أول حاجة لازم نعملها، تحقيق إمكانية الصمود الاقتصادي، تصفية مراكز القوة ثم المحاكمات العلنية كنوع من النقد الذاتي زي ما قلت في البيان، نقطع لننظف ونبتر لننقذ، الكلام اللي أتقال في البيان، سرنا في التحرك السياسي الواسع، اتكلمت على هذه الأمور في المجال العربي والمجال الدولي. وفي هذه الأثناء كلها كان الحوار داير والمناقشات دايرة وحوار واسع كل واحد بيقول نعمل إيه. إيه اللي نعمله. وكل واحد بيعبر عن رأيه. ده بيقول نعمل كذا وده بيقول نعمل كذا. وأنا كنت اشعر أن هناك أحياناً نفاذ صبر ولكن ماكانش ممكن أن إحنا نصل إلى نتيجة إيجابية من هذه المناقشات إلا بعد أن نمهد الأرض.

          وفي هذه الأثناء مظهر من مظاهر نفاذ الصبر يمكن مظاهرة عمال مصنع الطائرات في حلوان وأنا رفضت اعتبارها عمل معادي. ومظاهرة الطلبة أيضاً في ذلك الوقت كانت أبلغ تعبير عن نفاذ الصبر وأيضاً رفضت اعتبارها عمل معادي، ليه؟ لا يمكن- أيها الأخوة- لا يمكن أن ينشأ تصادم بين هذا النظام وبين قوة من قوى الشعب العاملة. ابداً.. لان هذا النظام هو نظام قوى الشعب العاملة. ولكن هناك تصادم بين هذا النظام وبين الثورة المضادة. ولكن قوى الثورة لا تتصادم مع بعضها. التصادم مع الثورة المضادة لا نسكت عليه لانه بيكون عبارة عن مصير هذه الأمة ومصير هذا الشعب.

          الثورة المضادة موجودة منذ قامت الثورة وقامت الثورة بتصفية أوضاع طبقية موجودة لتصفية الاستعمار وأعوان الاستعمار، واتباع سياسة مستقلة. وسرنا في هذا، الثورة المضادة موجودة من 23 يوليه سنة 1952 وحاتفضل موجودة لان الثورة المضادة هي ثورة تحالف الاقطاع والرجعية والناس اللي ممكن يأثروا في القرارات الاشتراكية. التصادم مع الثورة المضادة لا يمكن أن نسكت عليها لأنه واجب- يجب أن نحمي الشعب- حقوق الشعب- حقوق قوى الشعب العاملة ونحن قادرون على ضرب الثورة المضادة وعلى تصفية الثورة المضادة حينما تتحرك، أما بين قوى الثورة فإن الحوار الخلاق لا يمكن أن يسمي تصادما ولا يمكن أن يواجه بالقوة - قد يكون هناك تناقضات بين قوى الثورة نفسها، ولكن لا يمكن بأي حال أن يكون هناك تصادم، على هذا الأساس وبنقول لكم في بعض الاوقات لاحظت أن المناقشات بتستمر وزي ما قلت لكم

<5>