إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، لدى استقباله الوفود المشتركة في اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب

وقوى الاستعمار العالمي فهذه المعركة معركة صعبة معركة خطيرة لأنها ستحدد لنا المصير ومعركة معقدة هذه المعركة ليس لها إلا هدف واحد وهو النصر بعون الله ولكن لها طرق متعددة طرق مختلفة ولكن سلاحنا الأساسي نحن نسير في كل طريق يوصل إلى النصر هو الصلابة هو الصمود. أننا حينما نتكلم عن المعركة يجب أن نضع في اعتبارنا الرأي العام العالمي الذي خدعته إسرائيل قبل معركة يونيه والذي ضللته إسرائيل قبل معركة يونيه ولا نتجاهل الرأي العام العالمي لأننا نرى اليوم كيف كانت قوة الرأي العام العالمي مؤثر في مشكلة فيتنام واستطاع الرأي العام العالمي أن يرى فيتنام وهي تتعرض للعدوان وتتعرض للقصف فأيدها واليوم أقول لكم أن الرأي العام العالمي أبتدأ يكشف إسرائيل وخداع إسرائيل وتضليل إسرائيل لأن إسرائيل في الماضي كانت تقول أنها دولة صغيرة محاطة بدول عربية كثيرة تريد قتل اليهود وبهذا كانت تحصل على العطف من كل أنحاء العالم.

         كانت إسرائيل تقول دائماً أنها تتعرض للعدوان في الوقت الذي كانت تتسلح فيه وتحصل فيه على الأسلحة من ألمانيا ومن أمريكا ومن فرنسا ومن بريطانيا ومن كل أنحاء العالم كانت تحصل على الأموال وبالأموال كانت تحصل على السلاح بالإضافة إلى هدية السلاح التي حصلت عليها من ألمانيا خدعت إسرائيل الرأي العام العالمي. اليوم ونحن نسير لتحقيق هدفنا وهو النصر يجب علينا أن نسلك كل الطرق التي تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف مع الصمود. الصمود الذي التزمنا به جميعاً. لا مفاوضة مع إسرائيل ولا صلح مع إسرائيل ولا تفريط في قضية فلسطين هذه هي المسائل الأساسية التي اتفقنا عليها في مؤتمر الخرطوم.

         علينا أن نكسب الرأي العام العالمي الذي بدأ فعلا الآن يكتشف كيف خدعته إسرائيل يكتشف إن إسرائيل دولة عدوانية إن إسرائيل دولة توسعية إن إسرائيل سبيلها العدوان وسبيلها الحرب إن إسرائيل رفضت كل قرارات الأمم المتحدة.

         إننا في نفس الوقت يجب أن نقوى من جبهتنا الداخلية في كل بلد عربي لأن العدو حينما انتصر في المعركة العسكرية في يونيه كان يعتقد أن انتصاره في المعركة العسكرية سيقضي على الأمة العربية كلها سيقضي على روح المقاومة فيها سيقضي على روح الصمود فيها سيقضي على الأمل في المستقبل وفي الحقيقة أحب أن أقول لكم أنني في يوم 8 يونيه كنت أشعر شعوراً عميقاً من الحزن والآسي، والإنسان في هذا يشعر بشعور البشر حينما شعرت بالهزيمة العسكرية وهذا هو الذي دعاني إلى التنحي يوم 9 يونيه وأقول لكم أنني فوجئت بما حدث يومي 9و10 يونيه ولكني لم أستغربه. فأنا أعرف تاريخ هذه الأمة تاريخ الأمة العربية كلها في الصمود والنضال وهذا كان الانتصار الأول لنا في معركتنا الكبرى بعد الهزيمة العسكرية.

         استطعنا أن نصمد واستطعنا أن نقف واستطعنا أن نرفض الهزيمة.

<4>