إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في الإسكندرية في 26 يوليه 1966

فلسطين، وقلت إن إحنا مش عايزين نعود مأساة 48. في سنة 48 كانت الخيانة العربية. كان هناك اجتماعات قمة عربية وقيادة عربية موحدة، ولكن الرجعية العربية والخيانة العربية تآزرت مع الاستعمار وتآزرت مع إسرائيل وكان فيه اجتماعات بين إسرائيل بين مندوبين إسرائيل وبين الملك عبد الله، في سنة 48 في الوقت اللي إحنا كنا بنحارب فيه في فلسطين انسحب جيش الأردن في سنة 48 علشان يفتح المجال لجيش إسرائيل أن يواجه الجيش المصري لوحده. حصلت خيانات في سنة 48 ما احناش عايزين خيانات تقابلنا أيضاً بعد 18 سنة من مأساة فلسطين سنة 48.

         لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ولا يمكن أن الخيانة نقاسي منها مرتين. قاسينا منها مرة في سنة 48 ولا يمكن أن نقاسي منها مرة أخرى. ولهذا قلت في العام الماضي أن العمل الثوري هو السبيل الوحيد إلى تحرير فلسطين وأؤمن بالعمل الثوري هو عمل الشعوب العربية، لأني أعتبر الشعوب العربية في كل بلد عربي هي تمثل الثورة العربية والنضال العربي، وأقصد الثوار العرب في كل مكان من أنحاء الأمة العربية. واقصد الدول العربية التي ثارت على الاستعمار وتخلصت من نفوذ الاستعمار.

         أنا لا أتصور بأي حال من الأحوال تستطيع المملكة العربية السعودية أن تحارب في فلسطين وفيها قاعدة أمريكية وفيها قاعدة بريطانية. تستطيع السعودية أولاً أن تتحرر من القاعدة الأمريكية وتتحرر من القاعدة البريطانية، ثم بعد هذا تتجه إلى تحرير فلسطين. ولكن هناك قاعدة أمريكية مستمرة منذ زمن طويل. واليوم يبدأ البريطانيون في إنشاء قاعدة بريطانية بالملابس المدنية باتفاق بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا. طيارات بريطانية وطيارين بريطانيين وفنيين بريطانيين وإذا كانت هذه هي المملكة العربية السعودية وإذا كان هذا هو طريق حكام السعودية كيف نأمن لهم في معركة فلسطين.

         إحنا دعينا إلى مؤتمرات القمة في سنة 63 لأنه كان هناك شئ واحد يهمنا وهذا الشيء هو فلسطين وتحرير فلسطين وحقوق شعب فلسطين. لم نطلب مؤتمرات القمة في سنة 63 من أجل مصر ومن أجل مصالح مصرية ولكنا رضينا أن نجلس مع الرجعية وكانت هناك في هذا الوقت معركة عنيفة مع الرجعية معركة مع السعودية ومعركة مع الأردن، تناسينا كل هذا وقلنا من أجل فلسطين ومن أجل وحدة العمل من أجل فلسطين سنتناسى كل شئ وسنجلس في مؤتمر القمة مع الرجعية العربية على أساس واحد هو وحدة العمل من أجل فلسطين. ولم يكن هذا القرار قرار عاطفي ولكنه كان قرار مدروس. ويوم 23 يوليه كانت هناك كلمة لي عن مؤتمرات القمة وقلت فيها أننا بعد تجاربنا التي لمسناها من الرجعية العربية لا نستطيع أن نشترك في مؤتمر القمة وأننا طلبنا تأجيل مؤتمر القمة القادم.

         لم يكن أيضاً هذا القرار قرار عاطفي ولم يكن أيضاً هذا القرار قرار اتخذناه على عجل، ولكن قرار اتخذناه بألم. نحن الذين دعونا إلى مؤتمرات القمة وكنا نتمنى أن تنجح مؤتمرات القمة وأن تحقق أثرها.

<9>