إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في الإسكندرية في 26 يوليه 1966

بذلنا كل جهد في الثلاث سنين اللي فاتت. جربنا لم نترك باباً لم نطرقه وحاولنا أن نصفي الجو العربي، وحاولنا الجمع بين الجميع وحاولنا أن نصفي مشاكلنا مع السعودية. والسنة اللي فاتت في أغسطس ذهبت إلى جدة، ذهبت حتى أتلافى الصدام مع السعودية والشعب السعودي والجيش السعودي، شعب عربي وجيش عربي ونحن لا نتمنى أبداً أن نصطدم مع شعب عربي ومع جيش عربي.

         سرنا في المشروعات العربية وفي تعزيزات الكفاح وعملنا بكل جهدنا على إقامة الكيان الفلسطيني وجبهة تحرير فلسطين وجيش فلسطين ولم نترك جهداً تحملنا كل شئ من أجل إنجاح مؤتمرات القمة.

         ولكن في العام الماضي ظهرت الرجعية العربية على حقيقتها، لم تستطع أبداً أن تخفي نواياها. إيه اللي لقيناه السنة اللي فاتت؟ إيه اللي شفناه السنة اللي فاتت؟ وجدنا أن الرجعية العربية تكرهنا أكثر مما تكره إسرائيل. ووجدنا أن هناك من ينسق للرجعية العربية وينسق لإسرائيل. ووجدنا أن هناك من يعد الرجعية العربية بأن يحميها من إسرائيل. وفي رأينا أنهم قصار النظر لأنهم لا يعرفون أن هذه الحماية حماية مؤقتة وأن قوة الثورة العربية إذا سقطت لن تعود لهم أي قيمة. إذا كانوا الآن يقابلون كرؤساء دول فانهم يعاملون كذلك لأن حركة شعوب المنطقة، الشعوب الثائرة، الشعوب المناضلة جعلت لهم قيمة، لأن الثورة العربية جعلت لهم قيمة. في الماضي كانوا يذهبون إلى أوروبا وكانوا يذهبون إلى أمريكا وكانوا يذهبون إلى بريطانيا وكانوا يتلكئون في مكاتب وزير المستعمرات البريطاني. الكلام ده كان قبل الثورة.

         ولكن النهاردة بفضل الثورة العربية وبفضل النضال العربي صار لهم قيمة. هؤلاء الناس.. هذه الرجعية العربية التي استغلت مؤتمرات القمة وتناست وحدة العمل العربي من أجل فلسطين وسارت لتوحد جهودها مع الاستعمار والصهيونية ومع أعوان الاستعمار في كل مكان ضد الثورة العربية.. هؤلاء الناس لا يمكن أن نغطي عليهم مرة أخرى ونعطيهم صفحة بيضاء بأن إحنا نقعد معاهم في مؤتمرات القمة.. إذا كانت هناك مؤتمرات قمة ستعقد فلابد أن تكون النوايا سليمة والنوايا واضحة ولابد أن تكون الخطط خطط موحدة من أجل فلسطين- ولابد أن تخرج الرجعية من مناطق نفوذ الاستعمار ولابد أن توقف الرجعية العربية مخططاتها لضرب النضال العربي وضرب الثورة العربية.

         طبعاً اللي حصل في السنة اللي فاتت إن مكانش فيه عمل من أجل فلسطين- إحنا اهتمينا ودعينا إلى مؤتمر القمة من أجل فلسطين وإحنا بكل أسف دعينا إلى تأجيل مؤتمر القمة. وأنا أقول أن الرجعية العربية لم تهتم بفلسطين، لا في الوقت اللي دعينا فيه إلى مؤتمرات القمة ولا في الوقت اللي دعينا فيه إلى تأجيل مؤتمرات القمة- وإنها تهتم بتثبيت الرجعية العربية وتثبيت تعاونها مع الاستعمار والتعاون على الثورة العربية والتعاون على النضال العربي.

<10>