إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في اجتماع دعا إليه الاتحاد العام للعمال

أيها الأخوة

         إن إحنا في سيرنا كثورة كمناضلين كوطنيين نعتبر أن تحالف قوى الشعب العاملة هو الضمان ولهذا يجب أن نحافظ على تحالف قوى الشعب العامل، النهاردة وأنا بأتكلم معاكم بعد الحوادث اللي فاتت وبعد كلامي وبعد توضيحي الأمور وأنا أتكلم لكم كعمال، ولكن بأتكلم للناس كلها في كل بيت من البيوت، وبأتكلم للشعب كله وبأقول إن إحنا لازم نكون على وعي كامل على وعي شديد إن إحنا لازم نفتكر عالمنا إن العدو موجود في أرضنا، بأقول إن إحنا لازم نفتكر إن الاستعمار تآمر ضدنا، بأقول إن إحنا لازم نفتكر إن إحنا في ثورة اشتراكية وإن هناك ثورة مضادة موجودة دايماً من أعداء الاشتراكية وإن الواجب علينا أن لا نعطي لهذه الثورة المضادة أي سبيل أو أي طريق أو أي فرصة، الواجب علينا أن نقضي على آمالها بالنضال والتضامن بين الوطنيين والتقدميين بأقوال هذا الكلام ليكم للعمال، بأقول هذا الكلام للطلبة، بأقول إنه حصل سوء تفاهمات وانفعالات عاطفية وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، بأقول إن كل واحد بيفكر مصلحته فين. النهاردة الجامعة مقفولة، ولكن الجامعة مش هنقدر نخليها مقفولة طبعاً على طول، أبنائنا لازم يعوضوا اللي فاتهم وبنحتاج لهم في جهدنا وفي إنتاجنا بعد تخرجهم. الجامعة هتفتح قريب وفيه عدد من الطلبة محتجزين وتحت التحقيق، عددهم حوالي 60 وأنا بأقول إن الطلبة دول بنخرجهم في أقرب فرصة ممكنة، لازم يخرجوا قبل العيد والجامعة تفتح، وأنا على ثقة إن الكل سوف يعي هذا الكلام وإن أي عناصر مضللة لا يمكن أن يستجيب لها الشعب المناضل، الجبهة الداخلية كلها تتحول إلى مناضلين للثورة وإلى أهداف الثورة.

         بأقول أيضاً إن إحنا إذا تركنا أهداف الثورة هندخل في الصراع الطبقي، هندخل في دموية الصراع الطبقي، وإحنا في الميثاق قلنا إن إحنا ضد دموية الصراع الطبقي، بأقول إن إذا تركنا قوى الثورة المضادة والمجال أمامها مفتوح، سوف تزيد من نشاطها وسوف نضطر إلى إجراءات أعنف.

أيها الأخوة

         إذا كنا نريد أن نضع ما حدث في إطاره السليم، فلابد أن نأخذه كظاهرة من ظواهر الاهتمام الشعبي الواسع بالأحداث المصيرية التي نعيش في وسطها، ولابد أن نأخذه أيضاً كعلامة من علامات التصميم الشعبي العميق على فتح الطريق أمام النضال الوطني لكي يصل إلى غايته، لابد أن نعود إلى ظروف ما بعد النكسة مباشرة. تذكرون إنني قررت التنحي وتحمل المسئولية في النكسة كلها واعتزال الحياة السياسية، تذكرون ما حدث، حدث يوم 9 و10 يونيه ما اعتبرته واعتبره العالم كله ثورة جديدة، وقبلت البقاء كما تذكرون إلى حين تنتهي عملية إزالة آثار العدوان، ثم تعود الأمور كلها مرة ثانية للشعب يبدي فيها رأيه ويقول كلمته. واعتبرت يومي 9 و10 يونيه تفويض من الشعب تفويض النضال، زي ما قلت لكم وحددت لكم في يوم 23 يوليه تصوري لأبعاد هذا النضال، وتكلمت عن التغيير الذي تريدونه وأريده معكم في الحياة السياسية، وحينما نتكلم عن التغيير لابد أن نقف، طويلاً لنتحدث عن التغيير. إيه التغيير اللي حصل، والتغيير لا يمكن إنه يحصل

<14>