(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة استقباله لأعضاء المؤتمر الثاني لاتحاد الصحفيين العرب

الأقوياء اللي لهم رأي واللي يأخذوا ويدوا في الأمور. دي الحكمة ونحن نراجع أنفسنا تركنا محكمة الثورة علنية بهذا الشكل حتى يعلم الشعب الواعي رغم العناوين اللي طلعت في بعض الصحف المصرية إن العملية عملية سياسية، الحمد لله انتهى هذا كله ووضعت القوات المسلحة في وضعها الصحيح وضعها السليم، والحمد لله إن كل أبناء القوات المسلحة النهاردة بيتطلعوا إلى اليوم اللي يزودوا فيه من أجل الدفاع عن الوطن- عن المبادئ- مبادئنا- وعن أهداف الأمة العربية.

          إذا أردنا أن نتكلم عن المستقبل فأنا مش عايز الحقيقة أستفيض في الكلام عن المستقبل، وبرضه نأخذ درس من اللي حصل لنا من 7 أشهر. كنا في الماضي نتكلم عن المستقبل على أساس الأماني وعلى أساس الأحلام. وانتم كنتم بتزقونا مستعجلين وبرضه تتكلموا على أساس الأماني وعلى أساس الأحلام. واليوم الموضوع مش موضوع أماني ولا موضوع أحلام، لا نستطيع اليوم إن إحنا نغمض عيننا ونتكلم عن الأماني والأحلام، لا أنا ولا انتم كمان. أنا الوضع بيني وبينكم بيختلف، وانتو الواحد بعد الظهر بيروح قاعد على مكتب وجايب ورقة وقلم وكاتب له عمود وخد بعضه وراح ينقشه وتقولوا لي نقد، وتقولوا للقادة العرب في كل بلد عربي نقد، وأنا علشان أنقد العمود اللي انته بتكتبه ده عملية صعبة. الحقيقة كل واحد فيكم لما بيكتب العمود اللي بيكتبه وأنا بأقرأ يمكن كل العواميد اللي انتو بتكتبوها لازم أفكر مين اللي حينفذ ويحط نفسه في موضع اللي حينفذ. حاأنفذ إزاي وبأي وسيلة. وانتو بتكتبوا مقالاتكم فكروا في هذا الكلام، خصوصاً في القضايا الوطنية والقضايا المصيرية. النهاردة مانقدرش نتكلم عن المستقبل والأماني والأحلام. لا نحن في أوضاع مصيرية ولا يمكن أن نحتمل هزيمة أخرى أو صدمة أخرى أو نكسة أخرى. الشعب العربي كان من القوة والمنعة بحيث إنه احتمل الهزيمة- ولست أقصد الهزيمة على إرادته- وصمم على إرادته وصمم على مبادئه وصمم على أهدافه، وقال، قال قادة إسرائيل انهم كانوا متصورين إن الشعب العربي سيسقط القادة المتطرفين، ولكن ماحصلش، كانوا متصورين إن الشعب العربي سينهار ولكن ماحصلش، كانوا متصورين إن الشعب العربي حيسلم ولكن ماحصلش، النهاردة وإحنا بنتكلم عن المستقبل بنعرف إن المستقبل هو عمل وتخطيط وتصحيح وتقويم. وفي نفس الوقت المستقبل يحتاج إلى موارد الأمة العربية كلها، يحتاج إلى تجميع قوى الأمة العربية كلها، علشان فعلاً نكون المائة مليون. يحتاج إلى الصبر، يحتاج إلى الصمود، يحتاج إلى أن يجابه عوامل اليأس والحرب النفسية، وعوامل الهزيمة، إن مافيش فايدة. يحتاج المبادئ بتاعتهم وأنا بأقول إن الوقت في جانبنا.

          أنا بأقول إن الوقت في جانبنا، الوقت في صالحنا، لأننا بالوقت نستطيع أن نبني قوانا الذاتية.

          وأنا أما اتكلمت في مجلس الأمة قلت، يوم 8 يونيه ماكانش فيه عسكري واحد واقف بين السويس والقاهرة، وماكانش فيه حد أبداً على الضفة الغربية لقنال السويس، وأكثر من 80% من قواتنا المسلحة فقدت في صحراء سيناء وأن المقاومة الشعبية اللي مكنت العمل يوم 8 يونيه بالليل كان عبارة عن 5000 بندقية طلعوا على بورسعيد واللي طلعوا على بورفؤاد. ورغم هذا رغم إن إحنا أعلنا إن قواتنا انسحبت للضفة

<5>