(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة العيد الخامس عشر لثورة 23 يوليه

يستطيع أن يساهم فيه هذه المعركة القاسية المريرة ضد الاستعمار والصهيونية، كل إنسان، كل واحدة ست وهي بتقول لأولادها، كل بيت، كل عيلة في الوطن العربي في هذه المرحلة لازم تعرف إن المعركة مانتهتش بالمعركة العسكرية، ولكن المعركة مستمرة والنضال النهاردة علينا أقسى من النضال العسكري، علينا أن نناضل في كل مكان حتى نعبئ قوى الجماهير العربية حتى لا نفقد الثقة في أنفسنا، حتى لا نيأس، حتى لا نشك في أهدافنا. أكرر تاني إحنا مش أول ناس خسرنا معركة أو هزمنا في معركة بأقولها كده، كل الدول الكبرى في العالم هزمت في معارك. ولكن بالتصميم وبالنضال استطاعت الدول اللي عبأت نفسها واللي عرفت طريقها إنها تكتسب النصر. وإحنا عايزين نكتسب النصر فلا نعطي للعدو أبداً وسيلة بأن يحقق أهدافه، ده بالنسبة للفرد ولكل فرد دوره. أما إذا كل واحد فينا ألقى المسؤولية على الأخر فنبقى شعب متواكل وحانتعب أكثر من كده مرة واتنين وتلاتة وأربعة، كل واحد عليه واجب، كل مواطن عليه واجب.

          وبرضه بأقول إن موجة النكت اللي طلعت إحنا انجرينا فيها ومافهمناش بتسبب إيه النكت اللي طلعت؟ النكت اللي طلعت تجرح كرامة ناس هم أولادنا واخواتنا، وأنا نفسي كنت بأسمع النكت برضه واحد يقول لي سمعت آخر نكتة زي ما بتقولوا لبعض وطبيعتنا إحنا يا مصريين وأنا في نفسي ما أخدتش من هذه النكت أبداً أي تعبير ولكن أنا عارف الشعب المصري، ده شعب عمره 7000 سنة وقهر كل الغزاة كسرهم، كل اللي جم هنا خلص عليهم، من قمبيز إلى نابليون وقعد ينكت عليهم، شعب له فلسفة بتاعته وطبيعته وماحدش لا قدر يقيم فيه مذاهب ولا انقسامات، وفيه وحدة وطنية وشعب صلب قوي، لكن هو شعب يحب النكتة، وأنا بأعتبر إن دي ميزة لأنه بيفلسف بيها الأمور. فإذا جه أعدائنا واستغلوا فينا هذه الطبيعة علشان يحققوا أهدافهم لازم نكون ناصحين وكل فرد يكون ناصح. هنا أنا ما أقدرش أقولك لا يعني أقولك توجيه سياسي معين أبداً. بأقول إن كل فرد فينا مسؤول بيقول إيه الهدف من كذا. الهدف من كذا هو كذا، تثبيط العزيمة، فقدان الثقة، بالنسبة للقوات المسلحة تيئيس القوات المسلحة، طيب إذا إحنا شاركنا في هذا يعني إيه؟ يعني بنحقق أهداف العدو. طريق النضال قدامنا طريق صعب، كل فرد فينا يستطيع أن يعمل الكثير.

          التنظيم السياسي أيضاً يجب أن يكون في الميدان مع الجماهير، وأن يقود ويقود بالحقيقة وحدها مش بالمظاهر ولا بتكبير الأمور، أن يقود من مواقع الشعب لا متسلط ولا متعالي. إحنا كلنا عارفين الأحزاب في الماضي اللي كانوا في القيادات كانوا بيتسلطوا ويتعالوا إذا كانت القيادات الشعبية النهاردة حاتتسلط وتتعالى فستسقط في الحال في نظر الجماهير.

          إن الأزمات أكثر من غيرها تجلي معادن الشعوب. هذه الأزمة أظهرت معدن شعبنا الأصيل، إنه شعب حضارة ممتدة متصلة لم تنقطع. بعدين طبعاً كان فيه موجات من النقد برضه نتكلم بصراحة كتيرة، ما هو في النكسة كل واحد بينتقد، كل واحد بيتكلم، والفلاسفة بيكتروا وإحنا قابلتنا نكسة بيحصل كلام، بيحصل نقد، بيحصل فلسفة. أنا كنت بأسمع كل هذا، كنت بأسمع الكلام ده اللي بيتقال وناس كتير بعتوا لي جوابات ناس مخلصين، مواطن عاوز يضحي وعاوز يناضل وعاوز يموت. وأنا بدي أقول الحقيقة أنا كنت مع جماهير

<17>