إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب استقالة الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة

         لكن المؤامرة، ولابد أن نقول ذلك بشجاعة الرجال، كانت أكبر وأعتى.

         ولقد كان تركيز العدو الأساسي على الجبهة المصرية، التي دفع عليها بكل قوته الرئيسية من المدرعات والمشاة، معززة بتفوق جوي رسمت لكم من قبل صورة لأبعاده.

         ولم تكن طبيعة الصحراء تسمح بدفاع كامل، خصوصاً مع التفوق المعادي في الجو.

         ولقد أدركت أن تطور المعركة المسلحة قد لا يكون مواتياً لنا. وحاولت مع غيري أن نستخدم كل مصادرنا القوة العربية.

         ولقد دخل البترول العربي ليؤدي دوره. ودخلت قناة السويس لتؤدي دورها.

         وما زال هناك دور كبير مطلوب من العمل العربي العام، وكلي ثقة في أنه سوف يستطيع أداءه.

         ولقد اضطرت قواتنا المسلحة في سيناء إلى إخلاء خط الدفاع الأول، وحاربت معارك رهيبة بالدبابات والطائرات على خط الدفاع الثاني.

         ثم استجبنا لقرار وقف إطلاق النار أمام تأكيدات وردت في مشروع القرار السوفيتي الأخير المقدم إلى مجلس الأمن، وأمام تصريحات فرنسية بأن أحداً لا يستطيع تحقيق أي توسع إقليمي على أساس العدوان الأخير، وأمام رأي عام دولي، خصوصاً في آسيا وأفريقيا، يرى موقفنا ويشعر ببشاعة قوى السيطرة العالمية التي انقضت علينا.

         وأمامنا الآن عدة مهام عاجلة:

المهمة الأولى: أن نزيل آثار هذا العدوان علينا، وأن نقف مع الأمة العربية موقف الصلابة والصمود. وبرغم النكسة فإن الأمة العربية بكل طاقاتها وإمكانياتها قادرة على أن تصر على إزالة آثار العدوان.

المهمة الثانية: أن ندرك درس النكسة. وهناك في هذا الصدد ثلاث حقائق حيوية:

1 .

أن القضاء على الاستعمار في العالم العربي يترك إسرائيل بقواها الذاتية. ومهما كانت الظروف، ومهما طال المدى، فإن القوى الذاتية العربية أكبر وأقدر على الفعل.

<4>