إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          كما نحن على ثقة من أن مقاومة شعب فلسطين البطولية سترغم الجميع، بمن فيهم المتغطرسين على مراجعة حساباتهم. وملحمة الانتفاضة، طبعاً، مضمار لاختبار صدقية المزاعم، ومدى الإيمان بنشر الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان في عالم اليوم.

          وإن مما يثير الدهشة، أن الدول الإسلامية لم تكن بالمستوى المرجو المأمول منها في ساحة الاختبار التي فتحها شعب فلسطين المظلوم، سيما الشباب والفتية.

          وأود، وأنا أسلم مسؤولية رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي، أن أعلن بأن تعاون جميع أعضاء المنظمة، لاتخاذ إجراء موحد ومطلوب لدعم شعب فلسطين المظلوم، هو ضرورة تاريخية وثقافية واجتماعية. ومما لا شك فيه، أن القرار العملي لهذا الاجتماع، في هذه المرحلة الحساسة والمصيرية في الدفاع عن الحقوق الأكيدة لشعب فلسطين المضطهد، واعتماد سبل عملية في التصدي الجاد للاحتلال والمحتلين؛ سيكون له الأثر البالغ على الحكم الذي ستصدره الأمة الإسلامية حاضراً ومستقبلاً بحق منظمة المؤتمر الإسلامي، وكذلك حكم التاريخ الإنساني عليها.

          إن منظمة المؤتمر الإسلامي، فضلاً عن إصدار بيانات منددة بجرائم الصهاينة في السنوات السابقة، حالت دون عقد الاجتماع السادس والستين للاتحاد الدولي للجمعيات والمؤسسات المكتبية في القدس المحتلة عام 2000 ومهدت لعقد الاجتماع المذكور في القاهرة. كما نجحت الجمهورية الإسلامية الايرانية، بصفتها الرئيسة الدورية للمنظمة، وبمساعدة الدول الأعضاء، في إلغاء مذكرة تفاهم بين أمانة (أنكتاد) والكيان الصهيوني، التي كان من المقرر بمقتضاها منح الكيان الصهيوني حصانة دولية لتمرير وتنفيذ مشاريعه. وفي الوقت نفسه تتطلب موجهة الكارثة الإنسانية الكبيرة الحاصلة في فلسطين اليوم، عزماً، وتعاوناً متجدداً على مستوى كافة الدول الإسلامية وبما يتناسب مع مطالب ووثبة الشعوب المسلمة.

          إن العالم الإسلامي يواجه أيضاً قضايا أخرى، ففاجعة اقتتال الأخوة والاحتراب الدموي في أفغانستان معضلة ماثلة أمام المنظمة. لقد استأنفت اللجنة الخاصة في أفغانستان في السنوات الثلاث الأخيرة نشاطها بمبادرة المنظمة، التي حظيت بترحيب وتأييد منظمة الدول غير المنحازة، والأمم المتحدة. ولقد نجحت هذه اللجنة، لحد الآن، في التفاوض مع الفصائل الأفغانية المختلفة، ودول أخرى، بغية التوصل لخطة سلام شامل، تقبل به الأطراف المتنازعة، وآمل أن يتخلص شعب أفغانستان العزيز المنكوب من كماشة الاقتتال، وانعدام الأمن؛ ليقرر مصيره بنفسه.

          إن الحضور الفاعل لمنظمة المؤتمر الإسلامي، في السنوات الثلاث السابقة، من أجل الدفاع عن حقوق المسلمين في كوسوفو والشيشان، والدفاع عن المجموعات والأقليات المسلمة في أرجاء مختلفة من العالم، مهد الأرضية لمشاركة أقوى للمنظمة  في حل وإنهاء معضلات المسلمين. ومما قامت به المنظمة في هذه الفترة الحؤول دون القيام بالأعمال التعسفية ضد العراق، وبذل الجهود لإزالة التوتر والخلافات بين الدول الأعضاء ومنها ما حصل بين سورية وتركيا.

<6>