إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



والتقدم والاستقلال والحرية والوحدة القائمة على المبادئ والتعاون الملازم للاحترام المتبادل بين كافة الدول الإسلامية.

الأعضاء المحترمين الحضور الكرام:

          عندما توليت، قبل ثلاثة سنوات، المسؤولية الجسيمة لرئاسة هذا المؤتمر، وضعت برنامج عملي وفق هذا الأفق، على أساس التحرك والعمل؛ لتحقيق أربعة متطلبات في العالم الإسلامي والعالم المعاصر وهي:

          1. التحرك نحو نظام عالمي عادل وجديد.

          2. الأمن والسلام في المنطقة والعالم.

          3. تنمية متوازنة، وشاملة، ومستقرة، للدول الإسلامية.

          4. إعادة النظر في دور منظمة المؤتمر الإسلامي.

          ولحسن الحظ كان لتعاون ومعاضدة الدول الإسلامية في أكثر المجالات، طيلة السنوات الثلاث الماضية، قسط كبير في تحقيق هذه البرامج.

          وكانت الخطوة الأهم، في مجال التحرك نحو نظام عالمي عادل وجديد، هي مصادقة قادة الدول الإسلامية على بيان طهران بشأن الحوار بين الحضارات، كمشروع جديد لتحسين نظام العلاقات الدولية التقليدي المتصلب، هذا المشروع، الذي أقره الاجتماع الثالث والخمسون للجمعية العامة للأمم المتحدة، لوح بآفاق جديدة أمام عالم البشرية المتنوع. إن دعوة كافة دول العالم لتجنب النزاعات القائمة على أساس توازن القوى في العلاقات الدولية، واعتماد الحوار، قد ارتقى بالدول الإسلامية إلى موقع أرفع. واعتمد، وفق هذا الاقتراح، العقل والمنطق بدلاً من السلطة والثروة، كما اعتمد الاستناد إلى الشعب، والرأي العام، بدلاً من مراكز القوى العالمية. وتم التأكيد على، اعتماد وإعطاء الأولوية، للنخب والعلماء الواعين بدلاً من الساسة.

          إن الترحيب الدولي بهذا المقترح، دلل على مواكبته لمقتضيات التطورات الحاصلة على الصعيد الدولي، المتعارضة أساساً مع النظام الدولي التقليدي، المتصلب انتهاء الحرب الباردة، والتطور الحاصل في مجالات الاتصالات، والدور الدولي للمؤسسات المستقلة غير الحكومية، ومجيء أجيال جديدة، متطلعة لعالم أكثر إنسانية. بعد الحربين العالميتين، والحرب الباردة كلها، كانت تفرض طرح سبل جديدة لإصلاح النظام الدولي. وأسهم اقتراح الحوار بين الحضارات، من قبل المؤتمر الإسلامي، في تفعيل وتعميق مضمونها العام.

          إن تقديم الدول الإسلامي لهذا الاقتراح وتأييده دولياً، يدلل، بحد ذاته، على انهيار الحدود التي أقيمت للفصل بين المحور والأطراف في المنظومة الدولية، وكذلك يدلل على ظهور أرضيات جديدة

<4>