إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



حاجة من الحاجات الثانوية، ولو تطلعنا في شريعتنا، وفي تراثنا لوجدنا أهم شيء نريد أن نتطلبه لرفع شأننا وعزتنا.

إخواني:

          ربما لم يكن الوقت وقت حديث عن هذا الموضوع، ولكني لا أحب أن تضيع فرصة فأتحدث لإخوتي بكل ما يجيش في نفسي، فنحن نريد لأمتنا أن تكون قائدة ولا مقودة. نريد أمتنا أن تكون في المقدمة لا في المؤخرة، نحن لا نريد أن نكون مقلدين، أو أذنابا "بالعكس في إمكاننا أن نقود وأن نتقدم، وأن نمسك زمام الأمر. إذا اتبعنا كتاب الله وسنة نبيه، فإذا أردنا أن نكون حقيقة مخلصين لهذا الوطن. وهذا الشعب، فيجب أن نوجه هذا الشعب للاتجاه الصحيح الذي يجعله في المقدمة، فنحن الموجودين اليوم لا نلحق ذلك الوقت، ولكن أبناءنا وأحفادنا سيدركونه.

          وهذه لفتة خطرت في نفسي أحب أن أقولها للإخوة، ثم أرجع إلى موضوعنا الأول وهو اجتماعنا الليلة. إن اجتماعنا الليلة مثلما قلت يصعب على الإنسان وصف اللحظة أو الشعور الذي هو فيه، ولكن صدقوني إذا قلت: إنه مضى عليّ عدة سنين، وأظنها طويلة، لم أسر وارتح مثلما أنا مسرور ومرتاح في هذه اللحظات. أظن أن إخواني يعرفونني، فأنا أرتاح عندما أكون بين أبناء شعبي، أرتاح وأنا بينهم، وأشعر بكل راحة وهم حولي، وأنا معهم بجميع طبقاتهم، وعندما ابتعد وأنزوي في أعمالي، أو في أية حاجة مثل ما نقول البروتوكولات فأنا أنزعج من هذه البروتوكولات الرسمية، وفعلاً أشعر بانزعاج، وأتمنى أن أتحدث إليكم يومياً؛ لأنني أجد في ذلك الراحة، وكلامي هنا ليس بنفاق، أو رياء، وإنما أعني كل كلمة فيه، ولكن، مع الأسف، فالدنيا هكذا، الدنيا فرقت بين الأخ وبين الأم وابنها، مثل ما فرقت بيني وبين مكة، ولكن، على كل حال، فالقلوب لا يمكن أن تفترق، والعواطف لا يمكن أن يؤثر عليها شيء، وفي كلمة الأخ ذكر أنه منتظر شيئاً عن المشاريع، أو حاجة كما سمعت الأخ البصنوي وهو يقول عنها.

          فالمشاريع أنا في اعتباري أصبح الكلام عنها تحصيل حاصل؛ لأن هذه حاجة طبيعية، وليست كبيرة، أو ضخمة بالنسبة للسير الذي ـ ولله الحمد ـ نحن سائرون فيه. ما في ذلك شك نحن يهمنا أمر المشاريع والإصلاح، أنا أحب ألفت النظر كذلك أن الأمر ما يختص فقط بجهة دون جهة، أو ببلد دون بلد. بلدنا، ولله الحمد، رقعتها كبيرة، وكل جهة تندب حظها، وتلوم الحكومة على التقصير في حقها وأحيانا الصحافة ما تقصر في ذلك وتوجه للحكومة بعض النقد ـ والحكومة كما أعتقد لا يوجد أي إنسان يشك أنها، إن شاء الله، متجهة اتجاهاً صحيحاً وهي باذلة جهدها في إصلاح بلادها وأمتها، وإننا طبعاً مثل صاحب الغرم أو الشركة الذي يجب أن يوزعها بالعدل، وبعض الإخوان قد

<4>