إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



آخر، والعوامل والأسباب الإنسانية الصحيحة لمعنى خلق الله للإنسان، وهكذا، وجدنا أن الهضبات الجرداء الأجنبية المجاورة غالباً ما يتدحرج منها من يقع في السهل الرسوبي الخصيب، بعضهم يأتيه مسلحاً شريراً عدوانياً، وبعضهم يأتيه طلباً للعيش بعد ضائقة، فيما يصعد إشعاع سهل الرافدين، كعمود ضوء عظيم وبهي، لينير الطريق لمن هم من حوله، ومن هم في العمق البعيد، كلما صعدت فيه القدرة إلى مستواها..

          وكما أن لكل إنسان طاقة ومشاعر وتفكيراً، فإن للأمم طاقة ومشاعر وتفكيراً، وتعتمد النتائج ونوعها ومستواها على الاتجاه، الذي توجه فيه الطاقة والمشاعر والتفكير، وهنا يلعب القادة دورهم ومسؤوليتهم الحاسمة، في تقرير النتائج، في ضوء اختيار الأهداف والطريق، فإن أطلقوا الإمكانات وخصائصها باتجاه التدمير والشر يحصدون ما يتصل بهما؛ ذلك لأن هذا هو طريق الهبوط إلى الحضيض، وقد يبدو هو الأسهل، أو الأوحد، لتستخدم غريزة التدمير والشر، عندما يقصر العقل عن ميدانه الفسيح، ومسوغات المبادئ العظيمة، ونواهي المعاني العالية، بل إن العجز عن التصور الأعلى يجعل الطاقة تنحدر إلى حيث ترتطم بحضيضها، ومن بين أخطر الأمور، أن يتوهم أصحاب هذا التصور ومسلكه، أنهم ينتصرون، حتى عندما يتحطمون عن طريق تسارع انحدار طاقتهم إلى حضيضها؛ ذلك لأنهم عاجزون عن تصور مسالك الصعود، فيتجهون إلى الانحدار، كما أسلفنا، وإن وجهوها باتجاه الخير وسبله يحصدون ما يتصل بهما أيضاً.. وعلى أساس هذه المعاني، ومستوى حضور النماذج ذات الصلة في الصفين، أو الصفوف المتقابلة، يمكن للجموع المختلفة أن تسير في اتجاه واحد، أو أن تتناقض فتصطدم، وعلى أساس المعاني، التي تحدثنا عنها في خطاب السابع عشر من تموز الماضي أيضاً، يمكن أن يفسر جانب من الصراع، الذي احتدم في القادسية المجيدة، بعد سلسلة العدوان، التي أطلق فيها المسؤولون الإيرانيون المعنيون شره ونهم الطاقة الكامنة، من المشاعر، التي أطلقتها وحررتها من قمقمها الثورة على شاه إيران، في الشعوب الإيرانية، التي لم تخض حرباً منذ زمن طويل آنذاك، وواجهت هذه الشعوب كل أنواع المذلة والعنت والجوع في ظل ذلك النظام، فصارت تبحث عن طريق إضافي؛ لتؤكد ذاتها، فدفعها المسؤولون الإيرانيون المعنيون الجدد، أو أطلقوها في الاتجاه المدمر وغير الصحيح، مجردة من المعاني الإنسانية والروحية في أبسط وصفها، وإن اتخذت غطاء مهلهلاً، وشكلياً، ولفظياً فحسب، من الجانب الروحي، كما أسلفنا، بعد أن جعلت معانيه وروحه أهدافاً تصوب عليها طاقتها وأسلحتها التدميريتين.. فصدها العراق العظيم بصدره العامر بالإيمان، والنظرة إلى الحياة والعمل والمسؤولية بصورة متوازنة، فكان الذي كان، وصار الانتصار أكيداً داخل النفس

<5>