إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

         من هذه الحالة إلا بالقوة المسلحة.. لن تقتنع إسرائيل بغير القوة المسلحة حتى تنسحب من أراضينا العربية المحتلة.

في ذلك الوقت بدأت أفكر.. كان شاغلي سؤالاً واحداً؟

- ما الذي نستطيع عمله..؟

كانت أوجه الاختيار المطروحة أمامي - وقد بحثتها وقلبتها على كل جانب - كما يلي:

- هل نعود إلى حرب الاستنزاف؟

- أم هل نقوم بجهد أكبر من حرب الاستنزاف؟

          كان رأيي أن حرب الاستنزاف قد استنفدت أغراضها في الفترة التي جربناها فيها، ثم أن إسرائيل لن تقبل بالعودة إليها، وأي محاولة من جانبنا لذلك سوف تواجه من إسرائيل برد فعل قوي.

         ومعنى ذلك أنني كنت أمام احتمال أن أقوم بعمليات صغيرة وأتلقى فيها من العدو رد فعل كبير.. أكبر بكثير من قيمتها السياسية والعسكرية.

وهكذا استبعدت حرب الاستنزاف.

         بقى أمامي أن أفكر في جهد أكبر.. عمل أوسع وأشمل.. يساوي على الأقل أن نقبل إزاءه رد فعل كبير من العدو.

         أي: لتكن ضربتنا ضد العدو كبيرة، ولنكن مستعدين لضربة من العدو كبيرة وهذه الضربة من العدو سوف تكون كبيرة على أي حال مهما كانت ضربتنا له محدودة.

وإذن فلتكن ضربتنا ضده أقوى ما نستطيع توجيهه.

         كذلك كانت تصوراتي الأولى وفي وقت لاحق لتولي القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية تم الاتفاق على مستوى دولة الاتحاد، أن أتولى قيادة القوات المسلحة لدولة الاتحاد.

وأضاف ذلك الوضع الجديد إلى تفكيري اعتباراً ثانياً:

كان الاعتبار الأول: أن تكون ضربتنا كبيرة.

وجاء الاعتبار الثاني: وهو أن تكون ضربتنا مشتركة من جبهتين.

<7>