إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

          قد أقول لك أنني اعتبر انتصارنا مضاعفاً، لأنني تمكنت بالخروج بقواتي سليمة بعد التدخل الأمريكي السافر في المعركة.

قواتي ليست سليمة فقط وقادرة على الحرب، ولكنها ثابتة في مواقعها في الشرق.

          كانت سلامة قواتي شاغلي طوال الحرب، كانت ذاكرتي ما تزال تحمل صورة الموقف الذي دخلت إليه في أول يوليه سنة 1967، عندما عينت قائداً لقوات الجبهة.

لم تكن هناك جبهة.. ولم يكن هناك جيش.

كان كل شيء محطماً ومهلهلاً.

وكان علينا أن نستعد لمرحلة الصمود كما سماها جمال عبد الناصر.

كان علينا أيضاً أن نستعد لحرب الاستنزاف كما سماها جمال عبد الناصر.

          ولم يكن العدو يريد أن يعطينا الفرصة لالتقاط أنفاسنا.. دخلنا معه بعد أيام قليلة، كما قد تتذكر في معارك رأس العش. ذلك كله في ذاكرتي.

          ربما كان هناك من رأوا أنه كان علينا أن نقبل مخاطر أكبر.. كنت على استعداد لأي مخاطر، ولأية تضحيات، ولكني صممت باستمرار على هدف رأيته أمام عيني وأحسسته في ضميري: المحافظة على سلامة قواتي.

          لقد كنت أعرف الجهد الذي أعطته مصر لإعادة بناء الجيش، وكان عليّ أن أوفق بين معرفتي بحجم هذا الجهد - الذي لا يمكن أن يتكرر بسهولة - وبين تحقيق هدفي الحربي. كنت أعرف معنى أن نفقد جيشنا.. معناه أن تستسلم مصر وإذا استسلمت مصر فقد ضاعت في هذا الجيل ولأجيال لاحقة.

هيكل:

          لقد قفزنا من البداية إلى النهاية بسرعة خاطفة.. دعنا نعود إلى البداية مرة أخرى.. أريد أن أسمع القصة كاملة بقدر ما يمكن؟

الفريق أول أحمد إسماعيل:

          عندما تسلمت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية في شهر أكتوبر 1972، كانت حالة اللاسلم واللاحرب هي الجمود الذي تحجرت به أزمة الشرق الأوسط وعن اقتناع، فقد كنت واثقا أننا لن نخرج

<6>