إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

         ولكن لو أني دفعت بقواتي وراء الفرصة المتاحة التي يتحدثون عنها، ولم تكن دفاعاتي ضد تفوق العدو الجوي جاهزة، لكان معنى ذلك أنني ألقي العبء كله على الطيران، وأحمله بما لا يطيق، في وقت أعرف فيه أن الساعات الصعبة مازالت أمامنا.

  • هل كنا أبطأ مما يجب؟

         لا أعرف.. ما أعرفه هو أنني التزمت بالتخطيط.. كان التخطيط.. الخطة الأصلية أقصد، يقتضي وقفة تعبوية بعد إتمام العبور، وبعد تأمين رؤوس الجسور... وقفة أعيد فيها تقدير الموقف على ضوء رد فعل العدو، وأتأهب للخطوة التالية، واتخذ لها احتياطاتها الكافية وأتقدم.

         أن الوقفة التعبوية لم تكن فترة سكون، ولكنها كانت فترة تقبل لهجمات مضادة من العدو وتدميرها، وربما لا ننسى أننا في فترة تقبل الهجمات المضادة للعدو وصدها دمرنا له خمسمائة دبابة، وليس ذلك بالشيء القليل.

         ومع ذلك، ولست أظنني بذلك أذيع سراً لا يعرفه العدو، فإننا اضطررنا إلى القيام بهجوم واسع بأسرع من الوقت المناسب وكان هدفنا من ذلك تخيف الضغط على سورية، ولقد حدثت معارك ضخمة بالمدرعات وكانت هذه المعارك خارج نطاق الصواريخ، وحينما أحسست أننا اضطرننا العدو إلى سحب جانب من قواته العاملة على الجبهة السورية إلى جانب تحويله لمجهود طيرانه من هناك إلى جانب إسراعه بالاحتياطي إلى ناحيتنا - فأنني فضلت العودة إلى رؤوس الجسور، نواصل تدعيمها، ونجعل منها صخرة تتحطم عليها الهجمات المضادة للعدو.

هيكل:

         سوف أسأل مرة أخرى، ولعلك تقبل مني إلحاحي.. هل كنا تقليديين أكثر مما يجب؟

الفريق أول أحمد إسماعيل:

         أريد أن أسألك هل كان تخطيط وتنفيذ عملية العبور التي رأيت وسمعت بنفسك تقدير خبراء العالم لها.. هل كان ذلك عملا تقليديا.. إن الذين سمعوني أتحدث إلى القوات عرفوا أن أكثر ما كنت أحذر منه هو أن نكون تقليديين.

لم أكن أريد أن نكون تقليديين.. وفي نفس الوقت فلم أكن أريد أن نكون مغامرين.

الحرب قضية أكبر بكثير من المغامرة..

<20>