إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

         وقبل أيام قليلة من يوم (ي) كانت تفاصيل الخطة تنزل من قادة الجيوش إلى قادة الفرق، ثم قادة الألوية، ثم قادة الكتائب، بعض الجنود من طلائع الهجوم عرفوا قبله بثمان وأربعين ساعة وبعضهم عرفوا في الصباح يومها.

         ولقد تتذكر أننا تعمدنا تسريب أنباء تصرف النظر تماماً عن نوايانا.

        أذعنا مثلاً أن وزير دفاع رومانيا قادم في زيارة لي يوم 8 أكتوبر. وطلبنا منكم في "الأهرام" مثلاً نشر خبر بأنني فتحت الباب لقبول طلبات الضباط والجنود الراغبين في أداء العمرة.

هيكل:

        لقد كانت هذه مرة من مرات قليلة نادرة نَشر فيها الأهرام، خبراً غير صحيح. لكني رضيت بنشره عارفاً القصد منه، ولقد قبلنا "للأهرام" أن يكذب لأننا تمنينا لعمليتك أن تصح.

الفريق أول أحمد إسماعيل:

        لقد كنت واثقا أنك سوف تبلعها وتسكت، المهم في كل ما قلته التخطيط لعملية الخداع الاستراتيجي على مستوى رفيع وناجح.

        هناك مسألة أخرى لابد أن أشير إليها قبل أن أدخل معك في تحديد يوم (ي) وفي تحديد ساعة (س)، هذه المسألة هي أنني أحسست مع تقدم مراحل التخطيط بأنه يتحتم علينا أن نقوم بعمليتنا من قاعدة وطيدة، وقد أحسست أن دفاعاتنا في القناة ينقصها التحصين الكافي، وهكذا بدأت أبني دفاعاتنا استعداداً للهجوم.

        كان علينا أن نبني ونرفع مواقع قادرة على التحكم في الشاطئ الغربي للقناة وفي الشاطئ الشرقي أيضاً. كان خط بارليف أمامنا يكشف مواقعنا، ورحنا كما قلت لك نبني ونرفع ونكشف الضفة الغربية ونتحكم فيها، وكان ذلك عملاً صعباً، غاليا في تكاليفه، ولكنه كان ضرورياً حتى أستطيع مساعدة قواتي وهي تعبر من الغرب إلى الشرق، ثم حتى أستطيع حماية قواتي للحشد وإخفاءها قبل التقديم لمفاجأة العبور.

        كل ذلك يعطينا ثباتاً في المواقع، ثم أنه كان يعطينا ميزة فيما لو أحس العدو بنوايانا وحاول القيام بضربة إحباط أو ضربة إجهاض، كان ذلك يمكننا من صده وتدميره.

<13>