إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

هيكل:

         هناك سؤال سوف يظل مطروحاً لمناقشات طويلة عندنا وعندهم، ناحيتنا وناحية العدو، كنا نقول أننا لا نستطيع ناحيتنا أن نكتم سراً، وكنا نتصور أن العدو من ناحيته يستطيع اختراق أي سر.

كيف فاتهم أن يروا ما كان يحدث؟.

الفريق أول أحمد إسماعيل:

         في كل حرب هناك خطة للعمليات وهناك خطة للخداع، وأعتقد أننا نجحنا، فلقد وضعنا خطة الخداع على المستوى الاستراتيجي والتعبوي، ووضعت لها توقيتات وجداول سارت جنبا إلى جنب مع خطة العمليات وتوقيتاتها وجداولها.

         سوف أتحدث إليك بعد قليل عن العوامل التي دفعتنا إلى اختيار يوم (ي) يوم بدء العمليات، وإلى اختيار ساعة (س) ساعة الصفر أو ساعة بدء العمليات.

         لكني الآن أقول لك أننا وصلنا في الكتمان إلى درجة أن يوم (ي) لم يكن معروفاً بعد تحديده مبدئياً إلا من اثنين: الرئيس وأنا.

         وحتى عندما بدأ العد التنازلي من يوم (ي) بالناقص، وكان ذلك قبل شهر من بدء العملية، ي ناقص 30، ي ناقص 29، ي ناقص 28 ... وهكذا، فإن السر ظل محصوراً.

         وعندما بدأنا الحشد، وأنا أعرف أن العدو يستطلع كل يوم، فلقد كنت أدفع إلى الميدان بلواء مثلاً وأعود في الليل بكتيبة لكي يشعر العدو أن القوات المسلحة كانت في مهمة تدريب أدتها وعادت منها.

         ولقد أخرت إرسال معدات العبور إلى أقصى حد ممكن، فقد كان مؤكداً أن خروج هذه المعدات من مخازنها كفيل بتنبيه العدو إلى نوايانا، ولقد صنعنا لبعض هذه المعدات صناديق خاصة لا يشعر أحد أن اللواري الضخمة التي تحملها لواري مهندسين، ثم رتبنا لهذه المعدات حفراً على جانب القناة نزلت إليها فور وصولها في الليل.

         كانت الخطة خلال هذا كله بالطبع قد اكتملت إلى آخر التفاصيل، بل إلى تفاصيل التفاصيل، وكان ذلك طوال الوقت بالتنسيق مع سوريا.

<12>