إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) بيان الشيخ بيار الجميل، رئيس حزب الكتائب اللبنانية، أمام المؤتمر العام السابع عشر للحزب فى 27 سبتمبر 1974
جريدة " النهار "، العدد الصادر في 28 سبتمبر 1974، ص 3 - 4 .

تبحث عنه. جبهة متجانسة يجب أن تكون، يجمع بين أفرقائها منهاج عمل مشترك، واضح وعملي، فيلتزمه هؤلاء، ويكون هو المحور والغاية. المسألة كلها إلا نرتجل الحكم والحكومات إلا نرتجل صيغة ( الائتلاف ) الذي فرضته طبيعة البلاد منذ الاستقلال حتى اليوم. فلا بد من هذه الصيغة. ولا بد من التعاون بين القوى السياسية والوطنية ما دامت هذه مجموعة أقليات.

          فحري بنا أن نعطي الائتلاف معناه وأن نحققه قبل الأزمات الوزارية، وتلافيا لها، وألا يكون الغرض منه فقط ( إنصاف ) الكتل والأحزاب في توزيع المقاعد والحقائب الوزارية بل أيضا ( إنصاف ) البلاد وتمثيل حاجتها والتعبير عن آمال المواطن وأمانيه. أتصور المحاولة، تجمعا بين قوى سياسية عدة فيما يشبه الندوة الدائمة، ولجانا مشتركة، تدرس أحوال البلاد من شتى جوانبها وتدرس مسألة المشاركة أيضا وتخلص إلى ( برنامج حكم ) يتخطى المبادئ والنظريات إلى الحلول العملية. نحن لا نجد بداية الإصلاح،، وبداية إنقاذ لأحوال البلاد، إلا على هذه الصورة. وفيما نعلن هذا الإيمان، وعزمنا على القيام بالخطوة الأولى، نأمل في أن نكون بذلك قد فتحنا نافذة، وشققنا درباً، وبدأنا الحوار الوطني الذي ندعوا إليه، وننتظر من ورائه، تفاهماً، وميثاقا اجتماعيا وسياسيا جديداً، يكمل الميثاق الوطني ويطوره ويعمق جوهره وإبعاده القومية.

          قضية فلسطين
          يبقى أمامنا هنا، ( الاستحقاق ) الآخر، الكبير، الذي ترتهن به بقية الاستحقاقات، عنيت قضية فلسطين وشعب فلسطين. أوليست هي المسألة التي حرمت المنطقة هناءها، وعرقلت مسيرة شعوبنا، وأخرت النهضة، وفجرت الثورات والانقلابات والحروب أيضا أربع مرات؟ ولبنان بات في حالة حرب، وفي ميدان ثورة بكل ما لهذه الكلمة من معان وأبعاد، حتى ليبدو، من هذا القبيل، كأنه فلسطين نفسها شعبنا، وثورة كذلك أرضا إلى حدها! ولبنان بات فى حالة حرب، وفى ميدان ثورة بكل ما لهذه الكلمة من معان وأبعاد، حتى ليبدو، من هذا القبيل، كأنه فلسطين نفسها شعبنا، وثورة كذلك أرضا إلى حدها! أو، في تعبير آخر، فلسطين بإنسانها وآلامها وآمالها وتمردها، انتقلت إلى لبنان! فإذا مصير لبنان يرتهن بمصير فلسطين والعكس،

          هذا في مرحلة من أشد مراحل الصراع ضراوة. فماذا ترانا فاعلين؟.... ما شأننا عند هذا المفترق؟... ما دورنا ومهماتنا؟.. ماذا ينتظرنا؟.. ما سوف تكون حالنا، غداً، أو بعد غد؟.. إلى أين لبنان وإلى أين فلسطين؟؟.

          أسئلة، قد يكون الجواب عنها رجما فى الغيب، إذا بقي دورنا دور معاناة فحسب، معاناة لأدوار الآخرين ومعاناة للأحداث والشرور والمكائد والمصائب! ولكن، ماذا لو جعلنا من الجواب خطاً لنا واضحاً، ورؤية تتجسد مواقف صريحة، تفعل فى الصراع فيتطور كما تريد إسرائيل مثلاً؟! من البديهى أن تكون ( عودة ) الفلسطينيين قبلتنا ومرمانا الأساسى. ليس فقط لأنهم أصحاب حق، بل أيضاً لأن عودتهم تعني ( عودة ) لنا نحن بالذات، إن لم تكن مماثلة، ففي الأهمية المصيرية نفسها. ولا يهم السؤال، بعد، عما إذا كان هذا الربط بين المصيرين ضروريا لفلسطين أم لا، وهل كان ذلك بإرادة الفلسطينيين وإرادتنا أم لا؟!.. فما صار قد صار. المهم أن ننظر الآن إلى الأمام، إلى أفضل سبل العودة وأقصرها مسافة وأقلها إساءة وويلات للشعبين معا. أول همومنا أن يكون للشعبين صفا واحدا، قلبا وقالبا، وقد يأتي واضحا أنه ليس ما يمنع العودة ويحول دونها، مثل الاختلاف بين اللبنانيين والفلسطينيين،

<9>