إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



وثائق الحرب البريطانية لعام 1917 والتى كشف النقاب عنها عام 1967
(تابع) مجلس الوزراء - معاداة الحكومة الحاضرة للسامية
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1644 - 1647"

 

عند بناء برج بابل- اذا صح أنه بنى على الأخلاق كما واننى لا أختلف بالتأكيد مع الرأى الذى كنت أعتقد دائما انه الرأى السائد بين اليهود قبل ظهور الصهيونية وهو ان عودة اليهود اليها ليكونوا أمة فى البلد الذى تفرقوا منه يحتاج الى قيادة من السماء. واننى لم أسمع أبدا أن بلفور أو لورد روتشلد سوف يثبت أنه "المسيح" حتى من أشد معجبيها تحمسا.

اننى أقيم الدعوى على أن الحياة التى عاشها اليهود البريطانيون والأهداف التى وضعوها نصب أعينهم والدور الذى لعبوه فى حياتنا العامة ومؤسساتنا قد أكسبتهم الحق فى أن يعتبروا بريطانيين يهودا وليس يهودا بريطانيين. اننى على أتم استعداد لحرمان كل صهيونى من الحقوق المدنية. بل لعلنى اجد دافعا قويا لتحريم المنظمة الصهيونية باعتبارها غير قانونية ومنافية للمصالح القومية ولكنى لا أجد مناصا من ان اطالب الحكومة البريطانية أن تكون على قدر كاف من التسامح بحيث ترفض الموافقة على نتيجة من شأنها أن تجعل من مواطنيها اليهود، ضمنا أن لم يكن بنص القانون، أغرابا وأجانبا.

3 -

اننى أنكر أن لليهود اليوم علاقة بفلسطين أو انها مكان صالح لهم كي يعيشوا فيه. ان الوصايا العشر قد أعطيت لليهود على أرض سيناء. وصحيح أن فلسطين تلعب دورا كبيرا فى التاريخ اليهودى ولكن الأمر كذلك أيضا بالنسبة للتاريخ الاسلامى الحديث كما انها أصبحت بعد عهد اليهود تلعب دورا أكبر من أى بلد آخر فى التاريخ المسيحى. لعل المعبد كان موجودا فى فلسطين ولكن موعظة (السيد المسيح لتلاميذه) على الجبل والصلب قد حدثا أيضا في فلسطين. اننى لا انكر على اليهود فى فلسطين حقوقا استعمارية مساوية لغيرهم ممن يعتنقون أديانا أخرى ولكن اعتبار الدين اختبارا لازما للحصول على اليهودية الوطنية يبدو أمرا لا يقره. الذين تتسم نظرتهم الى حقبة معينة فى تاريخ فلسطين بالتعصب وضيق الأفق ومن ثم فهم يطالبون لليهود بمركز لا حق لهم فيه. اذا كانت ذاكرتى لا تخوننى فان تعداد اليهود فى العالم يبلغ ثلاثة أضعاف العدد الذى تستطيع فلسطين أن تستوعبه حتى ولو طرد جميع السكان الموجودين بها حاليا. أى أن ثلث عدد اليهود فقط هو الذى يستطيع العودة الى فلسطين. وماذا يحدث للباقين؟.

4 -

أستطيع أن أفهم بسهولة أن يكون محررى "المورننج بوست" و "نيوزويتنس" من الصهاينة، ولا يدهشنى على الاطلاق ترحيب غير اليهود بانجلترا بهذه السياسة ذلك اننى مازلت أدرك دائما عدم شعبية طائفتى. وهى أقوى بكثير مما يعتقد بعض الناس. لأننا نحصل على نصيب من خيرات هذا البلد وفرصة أكبر بكثير مما يحق لنا من الناحية العددية. "فاننا نبلغ عموما مرحلة النضج قبل غيرنا مما يجعلنا ننافس من هم فى مثل سننا منافسة غير عادلة، وكثيرون منا يحصرون صداقتهم على بنى طائفتهم ولا تتسم مواقفهم بالتسامح، ومن ثم فاننى أفهم بسهولة أن عددا غير قليل من غير اليهود فى انجلترا يرغبون فى التخلص منا. ولكن كما أنه لا يوجد اجماع بين المسيحيين الانجليز فى التفكير وأسلوب الحياة فذلك هو الحال أيضا بين اليهود الانجليز واننا نقبل بصورة متزايدة على التعلم فى المدارس العامة والجامعات وعلى القيام بدورنا فى السياسة وفى الجيش والخدمة المدنية فى بلدنا. ومن دواعى سرورى أن

<3>