إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) توصيات وتعليقات لجنة التحقيق الانجليزية - الأمريكية بشأن مشاكل اليهود في أوروبا وقضية فلسطين 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 765 - 779"

        وترى اللجنة بأن الاحياء الباقين من الاضطهاد النازى والفاشى الذين اتصلنا بهم يزيد عددهم على مائة ألف شخص. وفي الواقع يوجد أكثر من هذا العدد في ألمانيا والنمسا وايطاليا فقط. وعلى الرغم من مرور عام كامل على تحرير اليهود فلا تزال الأغلبية منهم التى تقطن في ألمانيا والنمسا تعيش في مراكز تجمع تعرف بمعسكرات التجمع وهى أشبه بالجزر بين الاقوام الذين لاقت على أيديهم أصناف العذاب والعسف. وترى اللجنة أنه لصالح هؤلاء اليهود ولصالح أوروبا نفسها يجب أن تغلق هذه المعسكرات ويوضع حد لبقائهم فيها، ان معظم هؤلاء اليهود على حق في طلبهم الرحيل عن أوروبا لأن أكثرهم هم الافراد الوحيدون الباقون على قيد الحياة بعد فناء عائلاتهم وقليل منهم هم الذين مازال لهم ارتباط في البلاد التى كانوا يسكنون فيها.

        ومنذ نهاية الحرب لم يعمل سوى القليل في سبيل ترحيلهم الى بلدان أخرى واسكانهم فيها. فقوانين الهجرة وقيودها تقف حائلا دون دخولهم الى أكثر البلدان ولا بد من مرور وقت طويل قبل امكان تعديل هذه القوانين وهذه القيود وقبل أن توضع هذه التعديلات موضع التنفيذ على ان في وسع بعضهم أن يذهبوا إلى البلدان حيث يوجد لهم أنسباء وفي وسع البعض الآخر أن يدخلوا بموجب نظام الكوتا وانما هؤلاء عددهم صغير نسبيا.

        ولا تعرف بلاد أخرى يمكن للأكثرية الساحقة من هؤلاء اليهود أن تهاجر، إليها في المستقبل القريب غير فلسطين وفضلا عن هذا، فكلهم تقريبا يرغبون في الذهاب إلى فلسطين. وذلك لأنهم على ثقة من أنهم سيستقبلون هناك بالترحاب الذي لا يحلمون بالحصول عليه في أى بلد أخرى وانهم هناك يأملون أن يعيشوا بأمان ويجددوا أمانيهم فى الحياة.

        ونعتقد ان من الضروري تسهيل ذلك لهم في أقرب وقت ممكن. وفضلا عن ذلك فقد أكد لنا زعماء الوكالة اليهودية ان هؤلاء المهاجرين سيجدون كل عناية ومساعدة وعطف.

        ولذا، فاننا نوصى باعطاء مائة ألف رخصة لدخول فلسطين تحقيقا لهذه الغاية ونشعر بأن التنفيذ العاجل لهذا الامر يكون له أعظم تأثير على الموقف برمته.

        ويجب أن تعطى الأولوية في منح هذه الرخص بقدر المستطاع الى الأشخاص الموجودين حاليا في المعسكرات والى الذين حرروا في ألمانيا والنمسا وخرجوا من المعسكرات ولكنهم باقون في هذين البلدين. ولا نرغب في أن يستثنى من هذا العدد الضحايا الآخرون من اليهود الذين يريدون أن يتركوا البلاد الموجودين فيها حاليا أو الذين تضطرهم ظروفهم الى تركها أو الذين هربوا خوفا من الاضطهاد. قبل اندلاع نار الحرب. ونحن نعترف بان هناك صعوبة في تقدير قضايا الأولوية ولكننا مع هذا نلح بتطبيق هذه الطريقة بقدر المستطاع ولدى تطبيقها أن ينظر بمنح الأولوية قبل اى شيء آخر الى العجزة والمشوهين والاطفال والصناعيين الذين يحتاج الى خدماتهم مدة أشهر عدة والعمل الذى أصبح القيام به ضروريا لسبب هذا السيل الجارف من المهاجرين.

        ومن الضروري أن يعلن أن لا فائدة ترجى بعد الحصول على شهادة الهجرة من التنقل من قطر الى آخر ومن الدخول الى فلسطين بصورة غير مشروعة.

<4>