إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) نص الكتاب الذي وجهه الملك عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية إلى الرئيس روزفلت
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 745 - 748"

         أما الحقوق الثابتة للعرب في فلسطين فتستند:

1 -

على حق الاستيطان الذى استمرت مدته منذ سنة 3500 قبل الميلاد ولم يخرجوا عنها في يوم من الأيام.

2 -

وعلى الحق الطبيعي في الحياة.

3 -

ولوجود بلادهم المقدسة فيها.

4 -

ليس العرب دخلاء على فلسطين ولا يراد جلب أحد منهم من أطراف المعمورة لاسكانهم فيها.

        أما اليهود فان دعواهم التاريخية هى مغالطة. ثم ان حكمهم القصير في فترات متقطعة كما ذكرنا لا يعطيهم أى حق في ادعائهم أنهم أصحاب البلاد لأن احتلال بلد ما ثم الخروج منه لا يخول أى شعب ادعاءه ملكية تلك البلد والمطالبة بذلك. وتاريخ العالم مملوء بمثل هذه الأمثال.

        ان حل قضية اليهود المضطهدين في العالم تختلف عن قضية الصهيونية الحائرة فإن ايجاد أماكن لليهود المشتتين يمكن أن يتعاون عليها جميع العالم وفلسطين قد تحملت قسطا فوق طاقتها. وأما نقل هؤلاء المشتتين ووضعهم في بلاد آهلة بسكانها والقضاء على أهلها الأصليين فأمر لا مثيل له في التاريخ البشرى.

        وانا نوضح بصراحة ووضوح ان مساعدة الصهيونية في فلسطين لا يعنى خطرا يهدد فلسطين وحدها فحسب بل انه خطر يهدد سائر البلاد العربية وقد أقام الصهيونيون الحجة الناصعة على مـا ينوونه في فلسطين وفي سائر البلاد المجاورة فقاموا بتشكيلات عسكرية سرية خطيرة ومن خطأ القول أن يقال أن هذا عمل شرذمة متطرفة منهم وان ذلك قوبل باستنكار من جمعياتهم وهيئاتهم. وأنا نقول ان أعمال الصهيونيين في فلسطين وفي خارجها صادرة عن برنامج متفق عليه ومرضى عنه من سائر اليهودية الصهيونية وقد بدأ هؤلاء أعمالهم المنكرة في الاساءة للحكومة التى أحسنت اليهم وآوتهم - وهى الحكومة البربطانية - فأعلنت جمعياتهم الحرب على بريطانيا وأسست لذلك تشكيلات عسكرية خطيرة تملك في فلسطين في الوقت الحاضر كل ما تحتاجه من الأسلحة والمعدات الحربية. ثم قام أفراد بشتى الاعتداءات وكان من أفظعها الاعتداء على الرجل الفذ الذي كان ممتلئا بالحب والخير لصالح المجتمع وكان من أشد من يعطف على اليهودية المضطهدة وهو اللورد موين. ومما يدل على أن فعلتهم المنكرة كانت مؤيدة من مجموع اليهود هى المظاهر والمساعي التى قام بها رجال الصهيونية في كل مكان في طلب تخفيف العقوبة عن المجرمين ليجرءوا على أمثالها.

        فهذه أفعالهم مع الحكومة التى أحسنت اليهم كل الاحسان فكيف يكون الحال لو مكنوا من أغراضهم وأصبحت فلسطين بلدا خالصة لهم يفعلون فيها وفي جوارها ما يريدون؟

        لو ترك الأمر بين العرب وبين هؤلاء المعتدين ربما هان الأمر، ولكنهم محميون من قبل الحكومة البريطانية صديقة العرب. فاليهودية الصهيونية لم تراع حرمة هذه الحماية بل قامت بتدبير حبائل الشر وبدأتها ببريطانيا وأنذرت العرب بعد بريطانيا بمثلها وأشد منها. فاذا كانت الحكومات المتحالفة التى تشعر العرب بصداقتها تريد

<3>