إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان أدلى به السير متشيل ماكدونيل لبعض المسائل القانونية
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 691 - 698"

ذات معنى واضح محدود، فان المفروض أن يكون هذا المعني الجلى المحدود هو المقصود كلما وردت في مكان آخر يكون مؤداها فيه غير جلي.

        وفي الفقرة الرابعة من كتاب السير هنرى في 24 أكتوبر ترد كلمة "ولاية" لا أقل من ست مرات، مقرونة الى أسماء ست مدن، وهى مرسين، والاسكندرون، ودمشق، وحمص، وحلب، وليس من بين هذه الأسماء الستة ما أطلق عليه اسم الولاية، في العهد التركى، غير "حلب"، ولما كان ما يقع غربى ولاية حلب هو البحر، فان هذه الولاية لا يمكن أن تكون هى المقصودة لتعيين ما يقع غربا، وازاء هذا يكون من المجانبة لما يشير به العقل أن يتمسك المرء باحدى المدن الخمس الباقية - أى دمشق - وأن يزعم أن الاشارة الى "ولايتها" يراد بها الولاية التى كانت هى بعضها، وهي ولاية لم تكن تحمل اسم دمشق، بل اسم الشام أو سوريا وكان يدخل فيها فضلا عن ذلك اثنتان من المدن الأخرى المذكورة - أى حمص وحماة - وردتا في كتاب السير هنرى بعد ذكر "ولاية دمشق" مباشرة. الا ينادى العقل بأن كلمة "ولاية" حينما وردت لما يراد بها ما هو واقع في جرار هذه المدن؟ بهذا التفسير وحده نصل الى فهم مستقيم للألفاظ التى استعملت، وبهذا وحده نستطيع أن نستخلص معنى كل كلمة بما في ذلك عبارة "ولايتي حمص وحماة".

        ويلاحظ كذلك ان الشريف حسين في كتابه الذى رد فيه علي السير هنرى في 15 نوفمبر 1915 - راجع كتاب المستر انطونيوس صفحة 421 هامش رقم (1)، يستعمل كلمة "ولاية" عندما يذكر مرسين واطنة. ومن الواضح انه يستعملها بالمعنى العام أى منطقة، لأنه كان يعلم أنه لم يكن ثمة ولاية تركية اسمها ولاية مرسين وانما كانت هناك ولاية اطنة التى كانت مرسين بمينائها ومنطقتها واقعة فيها.

        فللمرء أن يعتقد ان الشريف حسين حيث ذكر مرسين واطنة انما عاد الى طريقة التعريف والتحديد التى استعملها في كتابه الأول في 14 يولية 1915 حين رسم الحدود الشمالية التى طلبها وعينها، لا بالأقسام الادارية من ولايات وسناجق، بل بخط من المدن واقع بالتقريب على خط طول محاذ لها.

        ولهذا أعتقد ان الشريف حسين استعمل كلمة "ولاية" العربية في هذا الكتاب بمعنى ما يحيط بالمدن المذكورة. وذلل ليس فقط حين أشار الى مرسين واطنة، بل كذلك حين ذكر فيما بعد ولايتى حلب وبيروت. وأنا أبنى هذا الاعتقاد أيضا على كونه حين ألح في ادماج هذه الأقاليم في منطقة الاستقلال العربى قال "ان ولايتى حلب وبيروت وسواحلهما الغربية ولايات عربية صرفا" وفي كتابه التالى المؤرخ في أول يناير 1913 يشير الشريف الى "الأجزاء الشمالية وجهاتها الساحلية" ثم الى "بيروت وجهاتها الساحلية.

        والآن لماذا عنى الشريف حسين بأن يشير الى "السواحل البحرية"، "الجهات الساحلية"؟ أن المرء حين يتكلم مثلا عن "ديرهام" لا يذكر "مقاطعة ديرهام وجهاتها الساحلية" أو "مقاطعة ديرهام ومنطقتها الساحلية "فان ذكر الساحل اذا كان الكلام على مقاطعة لا يكون الا تحصيل حاصل، ولكن اذا كان الغرض هو ان ينص في الوصف على جزء من المقاطعة يدخل فيه بعض ما يحيط بالمدينة الرئيسية التى تحمل

<4>