إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان رئيس القضاة البريطانى بشأن البيانات التي ألقاها أعضاء اللجنة العربية
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 683 - 690"

في كتاب 24 أكتوبر 1915 هو أن هذه العبارة مقتبسة من عبارة الفاروقى ومستعملة بنفس المعنى العام الذى كان هو يرمى اليه، أى سورية الداخلية الجنوبية الى خليج العقبة.

        ومع ان حكومة جلالته ترى ان التحفظ الخاص كان ينبغى أن يكون كافيا لاستثناء فلسطين، فانها ترى ان التحفظ العام أهم.

        ومن رأى حكومة جلالته ان عبارة التحفظ العام واضحة تمام الوضوح فهى تقصر الدائرة التى ينطبق عليها تعهد السير هنرى مكماهون على:

        "... الأقاليم التى تضمها تلك الحدود حيث بريطانيا العظمى مطلقة التصرف بدون أن تمس مصالح حليفتها فرنسا".

        وبعبارة أخرى لا يمتد التعهد الى أى جزء ليست بريطانيا حرة في التصرف في أمره مراعاة لمصالح فرنسا في الوقت الذى أرسل فيه الكتاب، أى في 24 أكتوبر 1915.

        ويجب أن يكون واضحا أيضا، مادام الأعضاء العرب قد أثاروا هذه النقطة انه من رأى رئيس القضاة ان أى تطور حصل فيما بعد وأدى الى تعديل المنطقة التى كانت بريطانيا العظمى حرة في التصرف فيها، بدون مساس بمصالح فرنسا، لا يؤثر في المنطقة التى ينطبق عليها تعهد 24 أكتوبر 1915 ولا يزال ينطبق عليها منذ ذلك الحين.

        واذا كان هناك أمر ثابت في هذه المسألة فذاك ان بريطانيا العظمى لم تكن في أكتوبر 1915 حرة في التصرف في فلسطين مراعاة للمصالح الفرنسية. وقد يكون صحيحا ان حكومة جلالته، بتأثير اللورد كتشنر وسواه كانت من قبل نشوب الحرب وبعدها ، راغبة في قصر المطالب الفرنسية على الساحل الشرقى للبحر الأبيض المتوسط اذا استطاعت أن تجد وسيلة مشروع الى ذلك. ولكن هناك فرقا عظيما بين الرغبة في أمر وبين تحقيقه. وفي الوسع أن نقرر انه في الوقت الذى تبودلت فيه المكاتبات كانت فرنسا تطالب بالساحل كله، جنوبا الى الحدود المصرية، وشرقا الى دمشق وان هذه المطالب المتطرفة لم تعدل في ربيع سنة 1916 بفضل المباحثات التى انتهت باتفاق "سيكس بيكو".

        وكما ذكر من قبل لابد أن يكون الشريف حسين قد أدرك ان فرنسا يرجح أن تطالب بفلسطين ، حتى وان كان لا يعلم ان هذه المطالب حاصلة بالفعل، ونظرا الى الظروف والى اتساع المصالح البريطانية والدينية في فلسطين كان ينبغى أن يفهم هو، أو أى قارئ لكتاب السير هنرى مكماهون ان فلسطين خارجة من تعهد مكماهون، أو على الأقل ليس من الواضح انها داخلة فيه وان منطقة الاستقلال العربى تشملها.

        وثم نقطة أخرى يجب أن نتناولها فيما يتعلق بهذه المكاتبات، وفي الفقرة الثانية من كتاب الشريف حسين المؤرخ في 5 نوفمبر 1915 وفي الفقرة الرابعة من رد السير هنرى مكماهون في 14 ديسمبر 1915 ذكر الفريقان بوضوح ان هناك تفصيلات عديدة مهمة. خاصة بالمنطقة ارجئت تسويتها الى ما بعد.

<6>