إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان رئيس القضاة البريطاني بشأن البيانات التي ألقاها أعضاء اللجنة العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج1، ص 683 - 690"

        فأما عن النقطة الأولى، فيجب أن نذكر أن السير هنزى مكماهون لم يكن يحاول أن يحدد بدقة الحدود الشرقية للأرض التى يراد اخلاجها من منطقة الاستقلال العربى.

        ومن الواضح أنه استعمل عبارة يحدد بها على وجه عام رقعة من الارض واقعة على ساحل البحر الابيض المتوسط قد يقع بعضها خارج " ولايات دمشق وحمص وحماة وحلب " وقد يقع بعضها داخلها، ولكنها جميعها تقع غربا، أو الى الغرب من هذه المناطق.

        وأما عن النقطة الثانية، فان رئيس القضاة لا يشعر ان من الممكن استنتاج شىء من كون السير هنرى مكماهون لم يذكر عدم اتصال المنطقة العربية بالبحر الابيض المتوسط، لأنه اذا كانت المنطقة التى حددها باعتبارها خارجة من دائرة الاستقلال العربى، تمنع اتصال البلاد العربية بالبحر فانه لا ضرورة لذكر ذلك والنص عليه.

        وقد أخذ رئيس القضاة علما بالملاحظة المبينة على أن السير هنرى مكماهون في كتابه المؤرخ في 14 ديسمبر 1915 اقتصر على الاشارة الى ما يحتمل من اخراخ "ولايتى بيروت وحلب" من منطقة الاستقلال العربى، ولم ترد أية اشارة الى سنجق القدس أو غيره من المناطق. ولكنه يبدو من الجلى أن السير هنرى حين أشار الى هاتين الولايتين انما كان يرد على نقط أثارها الشريف حسين في كتابه المؤرخ في 5 نوفمبر 1915، فلا يبدو أن من الممكن استخلاص أية نتيجة خاصة من هذا الأمر.

        وهذا ينقلنا الى نقطة أثارها أحد مندوبى العرب، وهى انه أذا اعتبرنا الأهمية التى كان يعلقها الشريف حسين في خلال المكاتبات كلها على ولايتى حلب وبيروت وولاية العراق، فان مما لا شك فيه انه كان خليقا أن يشير بعبارات أقوى الى فلسطين أو سنجق القدس - لو ظن أنها مخرجة من منطقة الاستقلال العربى. وقد يكون هذا صحيحا، ولكن من المحقق أن العكس أيضا، يمكن الذهاب اليه، وهو أن الشريف فهم، وقبل الواقع، وهو أن فلسطين بحكم مركزها الخاص كبلاد تهم العالم أجمع ستعامل معاملة خاصة.

        وهذه الاعتبارات بعينها تنطبق علىأهمية أمر آخر، وذلك ان الشريف حسين فى كتابه المؤرخ في أول يناير 1916 أشار الى "الجهات الشمالية وسواحلها" ومن الممكن في هذه الحالة أيضا أن نستنتج أنه قبل أن تكون فلسطين خارجة عن دائرة الأستقلال العربى. وعلى كل حال فان كلمتى "الجهات الشمالية" أو "السواحل الشمالية" يمكن أن يفهم منها من يقرؤها في كتاب وارد من الحجاز ان المراد بها ساحل البحر الأبيض المتوسط كله.

        إن ما أسلفنا القول عليه فيما يتعلق بالتحفظى "الخاص" انما سقناه لنبين ان كل نقد يمكن أن يقابله تعليل معقول لما كان السير هنرى مكماهـون يفكر فيه ويقصد اليه على أن رئيس القضاة لا يريد أن يقول ان العبارة الواردة في كتاب السير هنرى مكماهون المؤرخ في 24 أكتوبر 1915 بناء على تعليمات حكومة جلالته واضحة أو حسنة الأداء دقيقة ، أو أن أية اشارة أخرى من الجانبين - كانت واضحة أو حسنة الأداء، أو ان حكومة جلالتة تعتمد على مثل هذه العبارات في عرض قضيتها.

        إن خير تفسير تستطيع حكومة جلالته أن تعرضه لعبارة " أقاليم دمشق الخ"

<5>