إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مذكرة عن عهود بريطانيا العظمى للعرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 677 - 682"

منطقة او قسم بدون أى دلالة ادارية معينة. اما في اللغة التركية فقد استعيرت الكلمة العربية للدلالة على أقسام ادارية معينة من الدولة العثمانية لها حدود وتخوم. وفي المكاتبات التى نحن بصددها والتى دارت باللغة العربية، استعملت كلمة "ولاية" العربية، وهى لا تقابل دائما وفي كل حالة كلمة "ولايت " التركية. فمثلا يذكر النص العربى (ولاية مرسين) و(ولاية الاسكندرون) و(ولاية دمشق) و(ولاية حمص) و( ولاية حماة) مع أنه لم تكن هناك في أى عهد من عهود التاريخ أقسام ادارية يطلق عليها هذا الوصف، فهذه العبارات لا يكون لها معنى الا اذا أخذنا بالمدلول العربي لكلمة " ولاية" العربية، وهو القسم أو المنطقة بدون أية اشارة الى حدود ادارية.

        ان الترجمة الانجليزية التى وزعها وفد المملكة المتحدة تستعمل كلمة (ولاية) العربية بصيغتها التركية في جميع المكاتبات. وهذا خطأ في الترجمة، ولا مسوغ له لسبب آخر، فقد كانت كتب السير هنرى مكماهون تصدر عن دار المندوب السامى بالقاهرة بالعربية، وهذا النص العربى الذى كان يصدر عنها هو ترجمة عن الأصل الانجليزى، وفي الأصل الانجليزى استعملت كلمة "قسم" أو "منطقة" كما هو ظاهر من الكتاب الأبيض الصادر في 1922 ومن تقرير لجنة فلسطين الملكية (الفصل الثانى الفقرة الخامسة) فاذا استطاع وفد المملكة المتحدة أن يرى وسيلة لاثبات كلمة "قسم" أو "منطقة" في مواضعها بدلا من "ولايت" التركية في النص الإنجليزى، فان هذا يزيد الاضطراب الذى لا داعى له.

        وتذهب الحكومة البريطانية الى أن فلسطين كانت مستثناة منهما وانه يشملها ما قاله السير هنرى مكماهون للشريف حسين من أنه ستستثنى " أجزاء من سوريا واقعة الى الغرب من مناطق دمشق وحمص وحماة وحلب" وقد أعلن المستر ونستون تشرشل هذا الرأى في سنة 1922 لما قال بصفته وزيرا للمستعمرات: ان كلمة منطقة يجب أن تعد معادلة لكلمة "ولايت" وانه لما كانت "ولاية دمشق" تشمل ذلك الجزء من سوريا الذى يعرف الآن باسم شرق الأردن، - الواقع شرقى نهر الأردن - فانه ينتج من ذلك أن ذلك الجزء من سوريا - المعروف الآن باسم فلسطين - والواقع غربى نهر الأردن كان أحد الأجزاء المحتفظ بها في عبارة السير هنرى مكماهون.

        ولكن مراجعة النص تثبت ان هذه الحجة لا تنهض ذلك أن كلمة منطقة في عبارة السير هنرى مكماهون لا يمكن أن يكون المقصود بها أن تكون معادلة لكلمة " ولايت" لأنه لم يكن هناك وجود لشىء اسمه "ولاية دمشق" أو "ولاية حمص" أو"ولاية حماة" وانما كانت هناك ولاية واحدة لسوريا عاصمتها دمشق، وقسمان صغيران اداريان كانت حمص وحماة من بلدانهما الكبرى. ولا معنى لعبارة السير هنرى مكماهون الا اذا فهمنا من كلمة المنطقة ما يفهم عادة أى الجهات المجاورة للمدن الأربع ، فيكون تحفظه مقصورا على جزء يمتد من صيدا الى الاسكندرون، وهو جزء واقع الى الغرب من الخط المتصل الذى يتكون من هذه المدن والاقليم المتاخم لها.

        وأشار السير هنرى مكماهون في كتابه الثالث المؤرخ في 13 ديسمبر الى المناطق التى أراد استثناءها فذكر "ولايتى حلب وبيروت" ولو انه كان يفكر في فلسطين ويريد استثناءها، لزاد على ذلك عبارة، مثل "وسنجق القدس". وكونه لم يفعل ذلك يؤيد القول بأن الأجزاء الوحيدة من سوريا التى كانت النية في ذلك الوقت الاحتفاظ بها لفرنسا هى المناطق الساحلية من سوريا الشمالية.

<3>