إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) تقرير اللجنة الدولية المقدم إلى عصبة الأمم عن حائط المبكي
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 479 - 530"

         ومما جاء في سفر أرميا أن اليهود الذين بقوا في الأرض المقدسة مدة السبي ألغوا عادة الذهاب إلى أطلال الهيكل للعبادة. وبعد عودة اليهود إلى فلسطين أعيد بناء الهيكل في مكانه الأول حوالي سنة 520 - 515 قبل الميلاد. وفي القرن التالي وضع عزرا ونحميا طقوسا دينية لليهود.

         وفي سنة 322 قبل الميلاد خضع اليهود لحكم المكدونيين وعاملهم الملك انطيوخوس الرابع بشدة وقساوة وهدم الهيكل الثاني بعد قمع الفتنة التي قام بها اليهود سنة 170 قبل الميلاد. ثم استقل اليهود في حكم البلاد مدة من الزمن إلى أن افتتحها الرومان ودخل القائد بومبيوس القدس سنة 63 قبل الميلاد.

         وحسبما تروي التقاليد - (التلموذ البابلى- سفر مكوث 64) اعتاد اليهود في هذه المدة أيضا، أي بعد خراب الهيكل الثاني، الذهاب إلى أطلال هيكلهم المقدس.

         وفي سنة 40 قبل الميلاد أصبح هيرودوس ملكا على اليهودية بمساعدة الرومانيين واستعادت المملكة اليهودية في زمن حكمه بعضا من عظمتها السابقة. وقد أعاد الملك هيرودوس بناء الهيكل للمرة الثالثة.

         غير أن حياة هذا الهيكل كانت أقصر من حياة الهيكلين اللذين سبقاه إذ أنه في سنة 70 بعد الميلاد افتتح مدينة القدس طيطس الذي أصبح بعدئذ قيصر الرومانيين ودمر كما فعل نبوخذ نصر قبله بستة قرون ونصف، المدينة بأسرها والهيكل أيضا ولم يبق من الهيكل سوى قسم من حائطه الغربي فقط.

         وقد جاء في كتاب "جروسالم نوفيل" لمؤلفيه فنسانت وابل من الاباء الدومنيكان (طبعة باريس سنة 1922 - 26) إن اليهود في أثناء الدور الأول بعد خراب هيكل هيرودس استمروا على الذهاب إلى أطلاله والبكاء عندها. وتقول التقاليد إن مكان بكاء اليهود في ذلك الزمن كان الصخرة القائمة على جبل موريا حيث يقوم الآن مسجد قبة الصخرة.

         وقد جعل الامبراطور ادريانوس (سنة 117 - 138 بعد - الميلاد) مدينة القدس. مستعمرة رومانية أطلق عليها اسم العاصمة إيلياء وحظر على اليهود دخول القدس ومن هنا يبدأ عهد تشتت اليهود في جميع أقطار العالم. وفي الاستطاعة القول أنه منذ ذلك الحين لم تكن تقيم في فلسطين أمة يهودية مع أنه رغما عن ذلك كان يقطن البلاد بعض اليهود يختلف عددهم بالكثرة والقلة باختلاف درجة التسامح التي كان يبديها نحوهم من تعاقب على البلاد من الحكام.

         وجاء أيضا في كتاب اباء الدومنيكان المشار إليه أعلاه أن اليهود، حتى بعد أن حظر عليهم دخول البلاد، نجحوا في المجيء إلى القدس مرة في السنة على الأقل. ويلوح أن مكان نواح اليهود كان في ذلك الزمن على جبل الزيتون حيث كان يستطيع المصلون مشاهدة أطلال الهيكل عن بعد. ومنذ سنة 333 بعد الميلاد وصاعدا عندما زار "حاج بوردو" الأرض المقدسة وعرف أن "جميع اليهود كانوا يأتون مرة في السنة فيبكون وينوحون بالقرب من الحجر كان البقية الباقية من الهيكل المقدس" كانت هنالك تقاليد مستمرة نوعا ما بشأن قيام اليهود بتضرعاتهم عند أطلال الهيكل أو بالقرب منه.

<8>