إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) تقرير اللجنة الدولية المقدم إلى عصبة الأمم عن حائط المبكي
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 479 - 530"

3 -

فتح الباب الذي أشرنا إليه فيما تقدم والذي يؤدي من الزاوية إلى الرصيف الكائن أمام الحائط وبذلك أصبح هنالك ممر من ساحة الحرم (بواسطة باب المغاربة) إلى الرصيف.

الفصل الثالث
لمحة تاريخية

         تحقيقا للغاية التي ننشدها لا نرى حاجة إلى سرد تاريخ فلسطين بإسهاب. إلا أن المسألة التي نبحث فيها لذات صلة وثيقة بتاريخ البلاد تجعل من المرغوب فيه ذكر الحوادث الرئيسية.

         كان يقطن فلسطين في العصور الأولى عدد من الشعوب معظمهم من الجنس السامي. وأقدم هذه الشعوب على ما هو معلوم الكنعانيون الذين كانوا تحت حكم المصريين.

         وفي عهد الكنعانيين، حسب التقاليد التي يحتفظ بها كلا الشعبين، اليهود والعرب، غادر إبراهيم - جدهما المشترك - مدينة أور في أرض الكلدانيين إلى أرض كنعان التي أصبحت فيما بعد مهدا لشعب اسرائيل (*) وهذه الفكرة القائلة بأن اليهود والعرب هم في الأصل من سلالة واحدة والتي تقوت على مدى الأجيال، كما هو الواقع، بما نسبته إليها التقاليد من حوادث عديدة مهمة قد لعبت دورا مهما في العلاقة المتبادلة بين الشعبين.

         وبعد خلاص اليهود من عبوديتهم في مصر وعودتهم إلى فلسطين، جمع الملك داود شمل أسباط اسرائيل وأسس مملكة تولى عرشها حوالى سنة ألف قبل الميلاد. وقد بلغت هذه المملكة قمة مجدها في زمن الملك سليمان الكبير ابن داود. وبنى الملك سليمان في مدينة القدس الهيكل الأول الذي ذاع صيت عظمته وجماله في جميع الأقطار بفضل الكتب المقدسة والمؤرخين. وقد بنى هذا الهيكل على مرتفع جبل موريا وهو المكان المعروف الآن بساحة الحرم الشريف.

         وعلى أثر وفاة الملك سليمان، أصبح تاريخ شعب إسرائيل أو بالأحرى شعب مملكتي إسرائيل ويهودا في أغلب أدواره - وكانت القدس إذ ذاك عاصمة مملكة يهودا - عبارة عن سجل حروب أهلية ومناوشات مع قبائل غربية.

         وحوالى سنة 720 قبل الميلاد دمر الأشوريون مملكة اسرائيل وسبوا سكانها.

         وهاجم نبوخذ نصر، ملك بابل مملكة يهودا حوالي سنة 600 قبل الميلاد، ودمر مدينة القدس وهيكل سليمان في سنة 587، وسبي أكثر سكانها الذين لم يستطيعوا الرجوع إلى بلادهم إلا بعد مرور 50 سنة تقريبا لما افتتح كورش ملك الفرس بابل.


          (*) دفن إبراهيم في مدينة الخليل ( حبرون ) حيث أقام العرب الحرم الابراهيمي - نسبة إليه - ولا يسمح لليهود بالدخول إلى هذا الحرم. إلا أن اليهود اعتادوا لغاية سنة 1929 أن يقدموا تضرعاتهم عند القسم السفلي من الحائط الخارجي للحرم الإبراهيمي.

<7>