إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) تقرير اللجنة الدولية المقدم إلى عصبة الأمم عن حائط المبكي
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 479 - 530"

فرد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عليه باسهاب بكتاب بعث به إلى الحاكم في اليوم الخامس عشر من شهر كانون الثاني سنة 1928 اعترض فيه على منع السياح من الاقتراب من الرصيف لأن مثل هذا المنع هو بمثابة "منح اليهود حقوقا جديدة في المكان نفسسه فضلا عن أنه يثير عواطف المسلمين". وأشار في كتابه إلى عدة حوادث ومشاكل أثارها اليهود بشأن مسألة البراق الشريف تدل صراحة على أنهم يتبعون في ذلك خطة مرسومة لوضع يدهم على هذا المكان تدريجيا" الأمر الذي أعرب عنه بجلاء فيما بعد في أثناء التحقيق الذي قامت به اللجنة.

         ثم بعث حاكم مقاطعة القدس بكتاب إلى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في 30 اذار سنة 1928 يعلمه بأنه سيعلق إعلانا للسياح بالقرب من الحائط الغربي يذكر فيه الساعات المعينة التي تقام فيها الصلوات "ويرجو فيه الجمهور احترام خلوة المصلين في تلك الساعات" فأرسل رئيس المجلس ردا على هذا الكتاب مؤرخا في اليوم الثالث من شهر نيسان صرح فيه بعدم استطاعته الموافقة على تعليق هذا الإعلان، وأكد ثانية بأن كل محاولة من جانب اليهود للتوسع في مطالبهم وادعاءاتهم في البراق يتلقاها المسلمون بقلق عظيم ويرفضونها كل الرفض.

         ولم يحتج رئيس المجلس الإسلامي الأعلى نفسه احتجاجا مباشرا مسهبا على عادة جلب اليهود أدوات العبادة إلى الحائط إلا في كتاب بعث به في اليوم الرابع والعشرين من شهر أيلول سنة 1928 أي في اليوم الذي وقع فيه الشغب الذي جاءت لجنة شو على وصفه في الصفحتين 39 و 40 من تقديرها. ومما ذكره في هذا الكتاب "أنه ليس من الجائز وضع خزانة خشبية مغطاة بقماش وستائر وحصر ومائدة كبيرة في الوسط والوصايا العشر موضوعة على الكراسي". وقد لفت نظر المجلس إلى هذه المسألة بتقرير رفعه إليه مفتش المعاهد الدينية وبما أن هذا العمل أثار استياء المسلمين طلب من حاكم المقاطعة اتخاذ التدابير اللازمة لإزالة هذه الأشياء "الممنوعة والتي لا يمكن القبول بها"، وقد أعيدت هذه التظلمات والشكاوي مع الاستفاضة في الايضاح في كتب أخرى بعث بها رئيس المجلس في اليوم الثاني والرابع والسادس من شهر تشرين الأول سنة 1928 وقد أشير بشدة إلى هذه الكتب ليس إلى تجاوز اليهود على الحالة الراهنة بجلبهم كراسي صغيرة فحسب بل إلى استعمالهم "خزانة ومصابيح" وغيرها من أدوات العبادة التي تعني إحداث أشياء جديدة بقصد نزع ملكية المكان المقدس من أيدي المسلمين في النهاية.

         وفي هذه الأثناء رفع متولي وقف أبي مدين مساء 23 أيلول شكوى إلى حاكم مقاطعة القدس على نحو ما ورد في الكتاب الأبيض الذي أصدرته الحكومة البريطانية بشأن وضع ستار يفصل الرجال عن النساء واجراء بعض محدثات في التعامل الجاري كجلب مصابيح غاز إضافية وعدد من الحصر وخزانة أكبر بكثير من تلك التي اعتادوا جلبها.

         فأمر حاكم مقاطعة القدس برفع الستار ولكنه احتفظ بقراره فيما يتعلق بالمصابيح والحصر والخزانة. ويلوح لنا أن استعمال هذه الأدوات الأخيرة قد سمح به بالفعل إلى أن أصدر المندوب السامي تعليماته المؤقتة في أواخر أيلول سنة 1929 م. التي تضمنت بعض شروط واجبة المراعاة فيما يتعلق بصلوات اليهود

         وقد توصلت اللجنة إلى الاستنتاج بالنظر للظروف التي جرى وصفها باسهاب فيما تقدم أن كلا فريقي النزاع الذي انتهى بإصدار الكتاب الأبيض في شهر تشرين

<44>